بحث آيات تدل على التأمل في الكون، لقد دعت العديد من الآيات الواردة في القرآن الكريم إلى ضرورة التدبر في عظيم مخلوقات الله تعالى للتوصل إلى عظمة الخالق، والإخلاص في عبادته، فمن الجدير بالذكر أن المتأمل في عظيم خلق الله تعالى يُذهل من هذا الكون الرحب الواسع المليء بالآيات الكونية والمعجزات، بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة التي تسلب الألباب، فكل ما في هذا الكون يشير إلى خالق عظيم قادر خلق هذا الكون وفق نظام محكم، من هذا المنطلق سنقوم في هذا المقال بعرض بحث آيات تدل على التأمل في الكون.

آيات عن التأمل في خلق الله

التأمل هو ممارسة يستخدم فيها الفرد تقنيات مثل تركيز الانتباه على شيء أو فكر أو نشاط معين – لتدريب الانتباه والوعي ولتحقيق حالة ذهنية واضحة وعاطفية، فضلاً عن ذلك لقد تم ممارسة التأمل في العديد من الأديان منذ العصور القديمة، كما يمكن استخدام التأمل لتقليل التوتر والقلق والاكتئاب والألم ولزيادة السلام والوعي ومفهوم الذات والرفاهية، أما عن آيات التأمل في خلق الله تعالى فمنها:

  •  آيات تدل على التأمل في الكون: ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (الزمر 6).
  •  وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (الحجر 14و15).
  •  وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (سورة الزمر 67).
  •  إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.

آيات قرآنية عن عظمة خلق الله في الكون

إن التأمل في عظيم قدرة الله تعالى في الخلق والتفكر في الطبيعة من حولنا من الأمور الباعثة على السعادة والراحة النفسية غير منقطعة النظير، بالإضافة إلى الشعور الدائم بالسلام الداخلي، والتخلص من حالات التوتر والاكتئاب التي نشعر بها بين الفينة والأخرى، لقد دعت الشريعة الإسلامية إلى ضرورة ممارسة عبادة التفكر والتدبر في خلق الله ومن أهم هذه الآيات:

  • {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} [ق 6].
  •  آيات تدل على التأمل في الكون: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} [الغاشية: 17].
  • {أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ” (الاعراف 185).
  • {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر 21].

شاهد أيضاً: ما هي أكثر الآيات في القرآن تكرارًا؟ وكم مره ذكرت

آيات تدل على التأمل في خلق الله 

إن القرآن الكريم ميدان كبير وواسع ومتنوع احتوى على العديد من الآيات التي يدعو الله بها عباده المسلمين إلى ضرورة ممارسة عبادة التأمل التي تعود على الإنسان بمنافع عظيمة أولها التوكل على الله في كل أمر، فمن خلق هذا الكون البديع المحكم لن يعجزه أمرك، ولن يعجز عن تحقيق أمنياتك، لذلك إن من أبرز الآيات التي دعت المسلمين إلى التأمل في خلق الله تعالى ما يلي:

  • ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾ [النبأ: 14 – 16].
  • ﴿وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون﴾ [النمل: 88].
  •  آيات تدل على التأمل في الكون: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [فاطر: 41].
  • تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (سورة الإسراء 44).
  • ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 7].
  • (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات: 13].
  • (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) [النازعات: 30، 31].
  • {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) } [عبس].
  • وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ، لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ( 38- 40 ) ( سورة يس ).

آيات التدبر والتفكُّر في القرآن 

يعتمد معظم الدعاة وأساتذة الفقه الإسلامي في نقاشاتهم الدينية ومناقشاتهم مع الملحدين والمشككين في وجود خالق على الآيات التأملية في القرآن لما تحتويه من أدلة مؤثرة في الإيمان بالله والملائكة والرسل وما ورد في القرآن الكريم من معجزات وحكم، ومواعظ وحجج وبراهين لا ريب فيها حتى أنها تورث محبة الخالق في نفوس المسلمين لذلك إن من أهم هذه الآيات الواردة في القرآن ما يأتي:

  • ( وفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ) [الذاريات :21].
  •  آيات تدل على التأمل في الكون: (قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [الأنعام:11].
  • ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾[ص: 29].
  • (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) [الليل:1-4].
  • ﴿ ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ﴾[الشورى: 29].
  • ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل (62) له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون (63) [الزمر].
  • (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا) [الشمس:1-6].
  • ﴿ تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا (61) وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا (62﴾ [الفرقان].

شاهد أيضاً: آيات علاج الوسواس القهري بالقران +10 أقوى أدعية الشفاء من الوسواس

آيات تدل على التأمل قصيرة

خلق الله هذا الكون العظيم وأرفق به العديد من المخلوقات والأشياء التي تعتبر بمثابة أدلة ليعرف كل الخلق قوة وعظمة الخالق، فضلاً عن ذلك لقد أوردت آيات القرآن الكريم أمر إلاهي يقضي بضرورة ممارسة عبادة التأمل في عظيم خلق الله، فهي تظهر عظمته في الخلق، من أهم هذه الآيات التي تحدثت عن ذلك:

  • قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ (سورة يونس 101).
  • إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (آل عمران 190).
  • الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران 191).
  • تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (سورة الفرقان 62).
  • ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (الزمر 6).
  • وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (الحجر 14و15).
  •  آيات تدل على التأمل في الكون: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (سورة البقرة 164).

ثمرات التأمل في خلق الله

بعد التعرف على الآيات التي وردت في القرآن الكريم والتي تدعو الإنسان إلى ضرورة ممارسة عبادة التأمل في الخلق وفي الكون من حولنا للتوصل إلى تبجيل وتقديس الخالق عز وجل، من ناحية أخرى يجني المسلم الذي يمارس عبادة التأمل العديد من الثمار من أهمها:

  • سيكون التأمل في خلق الله مثمرًا لأنه يمنح الحكمة.
  • التأمل يغرس في القلب مخافة الله وخشوعه.
  •  التأمل هو أحد صفات العلماء.
  • يمكن أن يزيد التأمل من ثقة الشخص.
  • إن التأمل في قلب الإنسان يعزز معنى توحيد الله القدير لأنه يرى عظمة الله القدير.
  • التأمل يخلق للإنسان أبواب المعرفة.
  • من خلال التأمل، يكتسب المرء المعرفة.
  • التأمل شكل من أشكال العبادة لأنه يساعد على طاعة الله تعالى.

شاهد أيضاً: اللهم لا تدع لنا ذنبا الا غفرته مكتوب كامل

لقد تناولنا الحديث فيما سبق عرضه من هذا المقال حول بحث آيات تدل على التأمل في الكون، فمن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم اشتمل على العديد من الآيات القرآنية التي تشير إشارة مباشرة إلى ضرورة ممارسة عبادة التأمل لما يجني منها العباد من ثمار تعود عليهم بالراحة النفسية والسلام الداخلي والاستشعار بعظيم فضل الله تعالى الدائم عليهم.