آيات قرآنية عن الإيثار، هنالك الكثير من الصفات الحسنة التي يجب على العبد المسلم الالتزام بها والاتصاف بها لأنها من مكارم الأخلاق، ولما لها من آثار إيجابية تنعكس على حياة الفرد والمجتمع، ومن أفضل هذه الصفات الإيثار والذي يقصد به تفضيل الغير على النفس، حيث أن هذه الصفة من الصفات القويمة التي تكسب صاحبها محبة الآخرين والفضيلة، وقد حث الله سبحانه وتعالى على هذه الخصال العظيمة في الكثير من الآيات القرآنية، وفي هذا المقال سنقوم بعرض آيات قرآنية عن الإيثار.

معلومات عن الإيثار

يقصد بالإيثار تفضيل الغير على النفس وتقديم مصلحة الآخرين على المصلحة الشخصية، ويعتبر الإيثار من أعلى درجات السخاء، كما أنه من أكمل أنواع الجود، بالإضافة إلى أن الإيثار في الشريعة الإسلامية يشكل أعظم منزله من منازل العطاء:

  • حيث أن مفهوم الإيثار في الاصطلاح جاء بتقديم الغير على النفس في النفع له والدفع عنه.
  • كما تم تعريف الإيثار على أنه فضيلة للنفس بها يكف الإنسان عن بعض حاجاته التي تخصه حتى يبذله لمن يستحقه.

شاهد ايضاً: ما هي السورة التي تزيل المرض | آيات الشفاء من الأمراض المستعصية

الفرق بين الإيثار والسخاء

لقد ذكر الكثير من علماء الشريعة الإسلامية مجموعة من الفروق التي يمكن من خلالها التفرقة ما بين مفهوم الإيثار والسخاء والجود، حيث أن جميع هذه الألفاظ جاءت بمعاني البذل والعطاء، إلا أن الإيثار يشكل اعلى مراتب البذل والعطاء:

  • فقد جاءت منزلة السخاء بمعنى ألا ينقصه البذل ولا يصعب عليه.
  • أما الجود أن يعطي الأكثر ويبقى له شيئاً او يبقى مثل ما أعطى.
  • بينما الإيثار يقصد به أن يؤثر غيره بالشيء من حاجته الشديدة إليه.

شاهد أيضاً: آيات لجلب الرزق وتيسير الأمور .. أقوى آية لجلب الرزق بسرعة

ما هي فوائد الإيثار

يعتبر الإيثار من أعظم السمات التي يجب على المسلم التحلي بها لينال الأجر والثواب المضاعف من الله سبحانه وتعالى ورضا الله عليه والتوفيق له في هذه الحياة، حيث أن للإيثار الكثير من الفوائد العظيمة التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع، ومن أبرز وأهم فوائد الإيثار ما يلي:

  • القضاء على البخل والأنانية لدى الفرد.
  • تعويد النفس على البذل والعطاء.
  • نيل محبة الناس والقبول منهم، بالإضافة إلى القول الحسن.
  • كما يعود الإيثار بالنفع على المجتمع فيمنع انتشار الرذيلة وينشر حب التعاون والتكافل.
  • كما أنه بالإيثار يتم توثيق الأخوة والمحبة بين الناس.
  • ويتم تجنب العداوة والحقد في المجتمع.

شاهد أيضاً: آيات قرآن للراحة النفسية والتخلص من الهموم والأحزان وفضل الآيات

آيات قرآنية عن الإيثار

لقد حث الله سبحانه وتعالى على صفة الإيثار لما لها من فضاء العظيمة ومنافع كبيرة تعود على الفرد والمجتمع في الكثير من الآيات القرآنية، وذلك دلالة على أهمية هذه الصفة وضرورة التحلي بها من قبل العبد المسلم، ومن أبرز الآيات القرآنية التي تحدثت عن الايثار ما يلي:

  • قوله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
  • قوله تعالى: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ).
  • قاله تعالى: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا).
  • مدح الله الأنصار حين هاجر إليهم المسلمين فقال: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
  • قال -تعالى-: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ).
  • قال -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).[٨]

أحاديث نبوية تحث على الإيثار

كما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحلى بمكارم الأخلاق، فقد كان بمثابة آية تمشي على الأرض من حسن خلقه ومكارم أخلاقه، وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم لنا أسوة حسنة نقتدي به في جميع أمور حياتنا، فيجب التحلي بذات مكارم الأخلاق التي كان يمتاز بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي من أبرزها الإيثار، فقد ورد الكثير من الأحاديث النبوية التي تحث على هذه الصفة الحسنة، ومن أبرز الأحاديث النبوية التي تحث على الإيثار ما يلي:

  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (طَعامُ الِاثْنَيْنِ كافِي الثَّلاثَةِ، وطَعامُ الثَّلاثَةِ كافِي الأرْبَعَةِ).
  • عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: (بيْنَما نَحْنُ في سَفَرٍ مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ- إذْ جَاءَ رَجُلٌ علَى رَاحِلَةٍ له، قالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا ظَهْرَ له، وَمَن كانَ له فَضْلٌ مِن زَادٍ، فَلْيَعُدْ به علَى مَن لا زَادَ له. قالَ: فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ المَالِ ما ذَكَرَ حتَّى رَأَيْنَا أنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا في فَضْلٍ).
  • عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا منهمْ).

ما هي درجات الإيثار

تعتبر صفة الإيثار واحدة من أبرز الصفات التي يصعب على الجميع الاتصاف بها، حيث أن الشخص يفضل غيره على نفسه رغم حاجته للشيء الذي معه، وهذه هي أقصى مرحلة ودرجة من درجات العطاء، كما أن للإيثار درجات مختلفة، والتي تتمثل فيما يلي:

  • الدرجة الأولى والتي تتمثل في أن تؤثر الخلق على نفسك فيما لا يحرم عليك دينا ولا يقطع عليك طريقاً ولا يفسد عليك وقتاً أي بمعنى أن تقدمهم على نفسك في مصالحهم كأن تطعمهم وتجوع وتكسوهم وتعرا وتسقيهم وتظمأ.
  • بينما الدرجة الثانية، وهي إيثار رضا الله سبحانه وتعالى على رضا غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت به المؤن، حيث يقوم المسلم بالقيام بكل ما يريد ويفعل ما فيه مرضاة الله ولو أغضب الخلق، وهي درجة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وأعلاها لأولى العزم ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • أما الدرجة الثالثة، فتكون إيثار إيثار الله تعالى فإن الخوض في الإيثار دعوة في الملك ثم ترك شهود رؤيتك ويعني أن تنسب إيثارك إلى الله دون نفسك وأنه هو الذي تفرد بالإيثار لا أنت، فكأنك سلمت الإيثار إليه، فإذا أثرت غيرك بشيء فإن الذي أثره هو الحق لا أنت فهو المؤثر حقيقة.

أمثال وعبر عن الإيثار

يعتبر الإيثار من الصفات العظيمة التي يتمتع بها عدد قليل من المسلمين، حيث يتم بنائها على التنازلات مقابل إسعاد الآخرين، حيث يجب أن يتم تعويد النفس وتدريبها على هذه الصفة الجميلة، ومن أبرز الأمثال والعبرة التي تتحدث عن الإيثار ما يلي:

  • ما تتخلى عنه وتتركه هو لك، وما تخبئه وتتحفظ عليه يذهب لغيرك.
  • ليس الجود أن تعطيني ما أنا أشدّ منك حاجة إليه وإنما الجود أن تعطيني ما أنت أشدّ إليه حاجة مني.
  • الكريم يحس نفسه غنياً دائماً.
  • فلنحاول تعليم الكرم والإيثار، فنحن نولد أنانيين.

قصة الإيثار في الإسلام

لقد حدث مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من المواقف الدالة على الإيثار والتي تعبر عنه، حيث أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمثابة خير مثال على ذلك، ففي ذات مرة اشترى الرسول قميص من أحد الحوانيت، وبينما كان يغادر المكان قابله أحد الأنصار فقال له أكسني هذا القميص يا رسول الله فلم يتردد الكريم وأعطاه إياه:

  • ثم عاد مرة اخرى واشترى قميصاً آخر وتبقى معه درهمين إثنين فقط وبينما هو مغادر تفاجأ بجارية تبكي فسألها لماذا تبكين فقالت بأن أهل البيت الذي لا تعمل عندهم منحوها درهمين إثنين لتشتري الطحين فأضاعتهم.
  • فأعطاها النبي الدرهمين اللذان بقيا معه لتقضي غرضها فطبيعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما وجدها لا زالت تبكي وسألها عن سبب بكائها فقالت أنها تخاف أن يضربوها فرافقها إلى حيث تعمل وأخبرهم بما وقع وهو ما ترتب عليه إعفاء الخادمة من العمل وأصبحت حرة

آيات قرآنية عن الإيثار، وفي نهاية هذا المقال قمنا بالتعرف على أعظم صفة في الإسلام، والتي هي صفة الإيثار، بالإضافة إلى التعرف على فوائد هذه الصفة والفرق بينها، وبين السخاء والجود وأبرز الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الإيثار.