أساليب التربية الأخلاقية الصحيحة وأثرها على الأبناء في الإسلام، على غرار عمليات البحث المستمر من قبل العديد من الآباء والأمهات عن أهم وأمثل أساليب التربية الأخلاقية التي تقوم على مبادئ الإسلام الصحيح، في سبيل إنشاء جيل متمسك بقيم ومبادئ الدين الإسلامي، من هذا المنطلق وفيما يلي من سطور هذا المقال سنتعرف على أهم أساليب التربية الأخلاقية الصحيحة وأثرها على الأبناء في الإسلام؛ رداً على الباحثين عن ذلك.

التربية الأخلاقية في الإسلام

في الحقيقة إن الأخلاق عبارة عن جزء مهم جداً ولا يتجزأ من هوية أي أمة، ولا يمكن لأمة أن تنهض دون القلق بشأن التربية الأخلاقية لشبابها، حيث أن معيار البقاء والبعث في أخلاقها، وقد قال الشاعر أحمد شوقي إنما الأمم الأخلاق ما ذهبت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وعليه إن التربية الأخلاقية في الإسلام تنطوي على العديد من الأمور سنقوم بمناقشتها فيما سيتقدم من هذا السطور:

أساليب التربية الأخلاقية الصحيحة وأثرها على الأبناء في الإسلام

  • لقد اهتم الإسلام بشدة بالتربية الأخلاقية ونستدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم في متن أحاديث السنة:  «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا».
  • وقوله: «إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقًا»، قيل للحسن البصري: «ما حسن الخلق؟»، قال: «بذل الندى، وكف الأذى، وطلاقة الوجه».
  • فمن الجدير بالذكر إن تزكية النفس واحدة من الأهداف التي تسعى لتحقيق غايتها كافة الديانات السماوية التي أنزلها الله عز وجل على البشر لا سيما الدين الإسلامي الحنيف.
  • كما أن غايتها الارتقاء بالطبائع الإنسانية حتى تصبح أقرب إلى الملائكية.
  • فضلاً عن أن من غاياتها تخليص الإنسان من سيطرة سلطان الأهواء والشهوات، لتكون الفضائل؛ كالصدق والأمانة، والتواضع والإيثار، والاستقامة ونحوها؛ مثلًا عليا تقود مسيرته في الحياة، وتوجه سلوكه ويظل في إطار التربية الأخلاقية.

شاهد أيضاً: ما العوامل المؤثرة على البيئة والصحة العامة

أهداف التربية الخلقية في الإسلام

لقد اتسمت التربية الأخلاقية بمجموعة من السمات كما أنها وضعت لتحقيق سلسلة من الأهداف التي تسعى في مجملها إلى تحقيق غاية واحدة وهي إنشاء جيل ملتزم متمسك بقواعد الدين الإسلامي الحنيف، وعليه إن من أهداف التربية الخلقية في الإسلام ما يلي:

  • إن أول أهداف التربية الخلقية في الإسلام هي تحقيق الغاية الأسمى المتمثلة في إرضاء الله تعالى والتزام أمره.
  • فضلاً عن احترام الإنسان لذاته وشخصيته.
  • بالإضافة إلى الدور الكبير للتربية الأخلاقية في العمل على تهذيب الغرائز، وتنمية العواطف الشريفة الحسنة.
  • كذلك الأمر تساهم التربية الخلقية في إيجاد الإرادة الصالحة القوية.
  • علاوةً على دورها في اكتساب العادات النافعة الطيبة.
  • فضلاً عن انتزاع روح الشر عند الإنسان، واستبدالها بروح الخير والفضيلة.
  • كما أن التربية الخلقية تحتاج إلى قواعد تنظم تلك الأخلاق، بحيث يمتاز الحسن منها من السيئ.

شاهد أيضاً: بحث عن عناصر العملية التعليمية وأسس نجاحها وضوابطها

أساليب التربية الأخلاقية الصحيحة وأثرها على الأبناء في الإسلام

انطوت التربية الأخلاقية الصحيحة في الدين الإسلامي للأبناء على مجموعة من الأسس والأساليب التي لا بد أن يكون ملماً بها كافة الآباء والأمهات؛ لما لها من تأثير كبير في بناء أبناء أسوياء متمسكين بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ممتثلين لكافة الأخلاق التي دعت لها الشريعة الإسلامية، وعليه إن من أهم أساليب التربية الأخلاقية الصحيحة ما يلي:

  • القدوة الحسنة: على أن يكون الأبوين هما القدوة الأولى لأبنائهم والرفقة الصالحة وخير معلم لهم.
  •  المراقبة والملاحظة: كذلك عدم الغفلة أو التقاعس عن تربية الأبناء لو للحظة.
  •  التحذير: على الوالدين أن يحذروا أبنائهم من المعاصي على مختلف أنواعها التي يمكن أن يقع فيها، ومن الشر وأهله، وأسباب الوقوع فيه، وأساليب أهله في إيقاع غيرهم فيه.
  • التلقين: وذلك أن يقوم الأب على سبيل المثال أو الأم بتلقين أبنائه مثلًا السور من القرآن، وبعض الأحاديث والأدعية والأذكار.
  • التعويد: أن يعوده على العادات والفضائل المحمودة.
  • الترغيب والترهيب: ويكم الترهيب والترغيب في العمل على تشجيعه في بعض الأحيان بالكلمة الطيبة، وبالهدية تارةً أخرى، وقد يلجأ إلى ترهيبه وإخافته من فعل شيء أو ترك شيء.
  • الموعظة: على الوالدين أن يكونا خير واعظ لأبنائهم وذلك بالأسلوب الحسن والجيد واللين، فيه من الموعظة و الحكمة ما يحميه من الزلل.
  • القراءة: كما ينبغي على الوالدين تعويد أبنائهم على قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح، أو بعض القصص المفيدة ونحو ذلك.
  • زرع مراقبة الله في نفسه: وذلك لكي يستشعر الأبناء أنهم مراقبين في شتى أحوالهم، وبهذا يعمل العمل الجميل ولو لم تره، ويتجنب العمل القبيح ولو لم تره.
  • العقوبة: وفي العقوبة قد يلجأ المربي لهذا الأسلوب عند استنفاذ كافة الأساليب السابقة في التربية والتوجيه والإرشاد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا الضرب يراعى فيه التدرج من الأخف إلى الأشد، وألا يعامل الولد دائمًا بالعقوبة، وألا يعاقب من أول زلة، وألا يجعل عقوبات الأخطاء متساويةً مع اختلاف الأخطاء صغرًا وكبرًا.

شاهد أيضاً: ما أسباب التعلق المرضي بشخص في علم النفس

في نهاية الحديث عن أساليب التربية الأخلاقية الصحيحة وأثرها على الأبناء في الإسلام التي لا يزال البحث عنها مستمراً في كل وقت وحين من قبل العديد من الآباء الراغبين في تربية أبنائهم بناءً على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، بدورنا قمنا بعرض أهم المعلومات ذات الصلة الوثيقة بالرد على الباحثين بهذا الشأن.