ما هي انواع الفنون الشعبية العمانية وخصائصها؟ يتساءل البعض ممن يرغبون في زيارة سلطنة عمان عن ذلك الأمر، وذلك لأن سلطنة عمان إحدى البلدان الغنية بالفنون الشعبية العريقة، والتي لم تتأثر على مدار السنوات باختلاف ثقافات العالم الآخر، بل على العكس حافظت على هويتها وترسخت بها أكثر مما مضى، وسوف نتعرف على لمحة عن هذه الفنون الشعبية في هذا المقال.

التراث والثقافة العمانية

لم تكتسب سلطنة عمان مكانتها ودورها الريادي بين البلدان من فراغ، لكنها سعت إلى ذلك بكل جهدها عبر الحفاظ على التراث والثقافة العمانية، حيث أنها:

  • استطاعت تكوين فنون شعبية توارثتها الأجيال على مر العصور، وتعد الفنون الشعبية انعكاس للثقافة العمانية بطريقة جلية. 
  • تمتعت بتاريخ حضاري حافل وتراث شعبي تاريخي عظيم، جاء نتاج ذلك على الموروثات والثقافة العميقة التي وضحت العلاقة بين المواطن العماني وحياته البيئية والاجتماعية المحيطة به.
  • حافظت سلطنة عمان على الفنون الشعبية العمانية إلى جانب المحافظة على الزي العماني للسلطنة.
  • تأتي ضمن أنواع التراث والثقافة العمانية ممارسة الأنشطة والفعاليات التراثية والتي منها سباقات الخيول والهجن.
  • حرصت الجهات الثقافية العمانية المعنية أشد الحرص على الاهتمام بالتراث الشعبي العماني، وخصصت أيسر السبل لذلك الأمر.

اقرأ أيضاً: اسماء السدود في سلطنة عمان و اين تقع بالتحديد

اتجاهات الحكومة للحفاظ على الفنون الشعبية العمانية

قبل الحديث عن أنواع الفنون الشعبية العمانية نتعرف على كيفية العمل على المحافظة عليه، والتخطيط المسبق من الحكومة في سلطنة عمان للعمل على ذلك، حيث يتم إتباع ما يلي:

  • إجراء مسوحات متكررة في المناطق الأثرية بسلطنة عمان، حيث تم تخصيص قسم مستقل بذاته في جامعة السلطان قابوس يعمل على دراسة الموروثات الحضارية، ويشارك فيه نخبة من أهم الوفود العالمية.
  • الحفاظ على القلاع والقصور الحصينة التراثية والقديمة، وكذلك المساجد التي تنتمي إلى العصور القديمة والتي يعتبرها البعض مساجد تراثية.
  • تنمية الفنون الشعبية العمانية وإبراز ما تتمتع به من عادات وتقاليد خاصة بها.
  • الحرص على ممارسة الفنون الشعبية المتوارثة في الاحتفالات الوطنية والتي منها على سبيل المثال “فن العازي” وهو يمارس في حفلات الزفاف والاعياد الوطنية والدينية.
  • ممارسة مختلف أنواع الحرف التراثية العمانية اليدوية والعمل على تعليم الأبناء بها.

تجدر الإشارة أن سعي سلطنة عمان للمحافظة على تراثها يتم رؤية نتائجه بطريقة مستمرة، حيث أنه تم اختيار”مسقط”عاصمة للثقافة والتراث الإسلامي وذلك عام 2006م، أما ” نزوى” فقد اختيرت عام 2015م كأحد العواصم التراثية والإسلامية.

اقرأ أيضاً: اكلات عمانية مشهورة و التعرف علي طريقه الطهي

انواع الفنون الشعبية العمانية وخصائصها

تتنوع الفنون الشعبية العمانية التي تتم ممارستها في سلطنة عمان، والتي تم توارثها منذ الأجداد الأقدام، منها على سبيل المثال:

البرعة

يعد أحد الفنون المرحة التي يمارسها أبناء سلطنة عمان، ويقوم بأدائها اثنين من الأفراد، يقوم كل منهما بإمساك دشداشة بيده اليسرى والتي تكون مثبتة في خصره، أما اليد اليمنى فهي ممسكة بخنجر.

يقوم كلاهما بالتحرك بطريقة انسجامية بحيث ترتفع رجل من أرجله من على الأرض، وذلك أثناء القيام بالقفز، ثم يقوم الاثنان بالتقدم للأمام ثم الرجوع للخلف عن طريق ظهرهما.

يدور كلاهما حول نفسه دورة كاملة، ثم بعدها يجلس كلاهما على الأرض، أثناء ذلك تقوم الفرقة الموسيقية بعمل ضبط للإيقاع مصحوباً بالغناء.

يقوم اثنان من الأشخاص بمشاركة هذين الشخصين بالطبل المهجر، وشخص آخر يعزف بالقصبة، وآخرون يقومون بالقرع على الطبل الصغير ( المرواس).

تتميز البرعة بظهورها في المناسبات الاجتماعية وخاصة الزفاف، ويتم غناء أجمل الأغاني التراثية فيها.

الهبوت

تتميز بكونها مسيرة غنائية جماعية يقوم المشاركون بالاصطفاف بطريقة معينة فيها، يتقدم هذه المسيرة الأفراد الأكبر سناً والأعظم في المكانة.

يأتي في الصف الثاني الأفراد الأصغر سناً وهم يحملون السلاح والخنجر والبندقية، يقوم أفراد الصف الثاني بالقفز في الهواء واللعب بالخناجر والسيوف كنوع من أنواع الاستعراض.

يتميز هذا الفن باحتوائه على الأشعار التي ينشدها عدد من المشاركين، وتتحدد هذه الأشعار حسب المناسبة التي يتم الاحتفال بها.

يتم ممارسة هذا الفن في العادة خلال الاحتفال بالعيد الوطني المجيد، وفيه يتم أداء الغناء بطريقة جماعية لكن يشترط عدم وجود الآلات الموسيقية.

اقرأ أيضاً: ولايات سلطنة عمان وشعاراتها و اهم المعلومات عنها

فن الربوبة وفن الشرح

يأتي الهدف من تنوع الفنون الشعبية العمانية إلى إيضاح ما تتميز به كل قبيلة من قبائل سلطنة عمان، وتوضيح التنوع الكبير الذي يميز كل فن، يأتي على رأسهم فن الربوبة وفن الشرح، حيث أن:

  • فن الربوبة: يتميز بكونه يستخدم آلة وترية لها خيط واحد وقوس من الشعر، ويطلق عليها اسم الربابة كذلك كما يسميها أهل رخيوت، يقوم بأداء هذا الفن أربعة رجال وأربع نساء على الأنغام الموسيقية، ويقوم آخرون بقرع الطبول وبعض النساء يقمن بالتصفيق وإطلاق الزغاريد.
  • فن الشرح: يؤدى فيه الغناء الشعري على أنغام القصبة، ويقوم فردان بقرع الطبول ( الطبل المرواس) حيث تقوم يد بقرع الطبلة واليد الأخرى ترقص في الهواء.

اقرأ أيضاً: كيف أسجل في دعم الكهرباء في سلطنة عمان 2024

فن اللانزيه وفن الهيدان

يتميز هذين النوعين من الفنون الشعبية العمانية بالغناء والطبل عبر موكب غنائي، ويأتي العمل في تناغم فريد يعطي الانطباع الملائم للتراث العماني القديم، ويتميز كلا النوعين بما يلي:

  • فن اللانزيه

يستخدم فيه الطبول التراثية العمانية، وفيه ينقسم المؤديين إلى قسمين يحمل كل قسم الأعلام المرتبة حسب العرف، ويتم فيه أداء الأغاني الإيقاعية، يخرج من كل قسم بعد ذلك عدد من الرجال يؤدون لوحات تجسد الحركات القتالية.

  • فن الهيدان

يتميز بأنه يمارس في المناسبات الحزينة منها وفاة أحد الأشخاص، حيث تقوم الفرق بالاصطفاف وصولاً إلى منزل المتوفى، يصاحبها أصوات الهيدان وهو فن فلكلوري تقوم فيه الفرق بأداء رقص ايقاعي يعبر عن الحزن وألم الفراق.

الفنون الشعبية العمانية في محافظة ظفار

محافظة ظفار التي تقع في سلطنة عمان تتميز بنوع مميز من الفنون وهو ” رقصة الزنوج” والتي من خصائصها:

  • أنها تمارس في المناسبات الكبيرة منها العيد الوطني.
  • يتجمع فيها الرجال والنساء والشباب والفتيات من عماني ساحل شرق أفريقيا.
  • يقوم الأفراد بتنظيم نفسهم في صفوف أحدها تحمل الطبول وتقوم بالغناء، وأخرى تقوم بالغناء والرقص بدون طبل.
  • القسم الذي يؤدي الأغاني يكون شكله مثل القوس، ويقوم فرد منهم بالقيام بأداء الأغاني ثم تقوم بقية الفرقة بالرد عليه.
  • يوجد كذلك شباب يقومون بأداء الاستعراض بواسطة السيوف.

تجدر الإشارة إلى أن هناك انواع أخرى من الفنون العمانية التي تمارس في محافظة ظفار منها: الشبانية، طبل النساء، أحمد الكبير، الهبوت.

كان موضوع هذا المقال انواع الفنون الشعبية العمانية وخصائصها، واستطعنا التعرف فيه على الكثير من أنواع الفنون التي تمارس في سلطنة عمان وما يميز كل فن من خواص تراثية هامة.