حديث الرسول عن الحب والزواج، إن الحب من أسمى المشاعر التي وضعها الله في قلب كل إنسان تجاه شخص آخر، وهنا نخصص الحديث عن المشاعر المتبادلة بين المرأة والرجل التي تُفضي في الكثير من الحالات إلى الزواج، وهنا نود التنويه بالقول إن نصوص الشريعة الإسلامية سعت إلى تهذيب هذه المشاعر، بالإضافة إلى وضع الضوابط التي تنظم هذه العلاقة، وعليه فيما يلي من سطور هذا المقال سنتعرف على حديث الرسول عن الحب والزواج.

حديث الرسول عن الحب والقلب

إن الحب عبارة عن كلمة معبرة عما يختلج نفس الإنسان من مشاعر تنتابه تجاه شخص معين، وهنا نتحدث عن المشاعر المكنونة المتبادلة بين الرجل والمرأة، وهنا حرصت الشريعة الإسلامية على وضع الضوابط والأحكام الخاصة بهذه العلاقة لتهذيبها بما يرضي الله عز وجل، ولقد اشتملت كتب السنة النبوية العديد من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث عن الحب والقلب ومنها:

  • قال صلى الله عليه وسلم: “قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء” (رواه الترمذي) وقال حسن صحيح.
  • في (الموطأ وصحيح ابن حبان) أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ”.
  • في (الصحيحين) عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله… ثم ذكر منهم: ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه”.
  • قال صلى الله عليه وسلم: “أوسط عُرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله” (رواه أحمد).
  • حديث الرسول عن الحب والزواج: قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ”.

شاهد أيضاً: تجربتي مع تأخر الزواج وعلاج تأخر الزواج بالقرآن

حديث الرسول عن الحب والزواج

لقد حضت الشريعة الإسلامية على الزواج فهو أمر رباني لحماية المجتمعات البشرية من الكثير من العواقب الوخيمة الناجمة عن العزوف عن الزواج، ومما لا شكّ فيه أن الزواج الوسيلة الأهم والأبرز في منع الوقوع في المحرمات، كما أنه الوسيلة المشروعة في تعدد النسل وإتمام سنة الحياة التي خلق الله البشر لتحقيقها، أما عن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الحب والزواج فمنها:

  • عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال: “يا رسول الله في حجري يتيمة قد خطبها رجل موسر ورجل معدم، فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم.
  • عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: “أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك”.
  • حديث الرسول عن الحب والزواج: وقال عمرو بن العاص: “بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش وفيهم أبو بكر وعمر، فلما رجعت قلت: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قلت إنما أعني من الرجال، قال: أبوها” (رواه البخاري ومسلم).

شاهد أيضاً: تجربتي مع الزواج عن حب

حديث الرسول عن الزواج والفقر

في الحقيقة إن سبب العزوف عن فكرة الزواج في الوقت الحالي لدى الكثير من الشباب في المجتمعات المختلفة لا سيما العربية منها هي الفقر، إذ يخشى الكثير من الشباب الفاقة والعجز عن تسديد احتياجاته ومتطلباته بعد الزواج نظراً لتردي الوضع الاقتصادي، وهنا يأتي دور الشريعة الإسلامية في منع هذه الظاهرة والحث على الزواج على الرغم من الفقر بالاستناد إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الزواج والفقر:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ : الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ).
  • أيضاً: قال ابن عباس رضي الله عنهما : (رغبهم الله في التزويج ، وأمر به الأحرار والعبيد ، ووعدهم عليه الغنى).
  • قال ابن مسعود رضي الله عنه : (التمسوا الغنى في النكاح).
  • وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : (أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى).
  • عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : (عجبت لرجل لا يطلب الغنى بالباءة ، والله تعالى يقول في كتابه : (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).

ماذا قال الرسول عن حب عائشة

من منا يجهل المقدار الكبير من الحب الذي كان يحمله نبي الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها، ومن منا يجهل القصص الكثيرة التي أوردتها كتب السنة النبوية والتي تعتبر مثال يُحتذى به لكل زوجين متحابين، من هنا نعرض لكم ما جاء من أحاديث رواها النبي عليه السلام في حيه لعائشة رضي الله عنها:

  • حديث الرسول عن الحب والزواج: كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم دوما يذكّر عائشة زوجته وحبيبته بمقدار حبه لها، فكان يقول لها: «حبك يا عائشة في قلبي كالعروة الوثقى» أي: ‎ﻛﻌﻘﺪﺓ ﺍﻟﺤﺒﻞ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ‎ ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨبى ﺣﻴﻨﺎ ﻭﺗﺴﺄﻟﻪ: ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻝ‎ ﺍﻟﻌﻘﺪﺓ؟، ﻓﻴﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ‎ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ: «هى ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ».
  • كان عليه الصلاة والسلام حريصاً على تقسيم الأيام بالتساوي بين زوجاته، ثم يقول: «اللهم هذا فعلي (وفى قول آخر قسمي) فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك.

شاهد أيضاً: أحاديث صحيحة عن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

حديث الرسول عن الزواج إذا أتاكم من ترضون

مما لا شك فيه إن الحب في الله ولله هو أصل كل حب، ولا وسيلة لتهذيب وصون هذا الحب إلا بالزواج، أما عن الناظر في أحاديث النبي عليه السلام التي تناولت الحديث عن الزواج والحب، يجد أنه كان حريصاً على الحض والحث المستمر على الزواج لا سيما للمتحابين فقال عليه الصلاة والسلام:

حديث الرسول عن الحب والزواج

  • قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي.
  •  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ).
  • قال رجل للحسن: ” قد خطب ابنتي جماعة فمن أُزَوِّجُهَا؟ قَالَ: مِمَّنْ يَتَّقِي اللَّهَ ، فَإِنْ أَحَبَّهَا أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها “.

حبك يا عائشة في قلبي كالعروة الوثقى

إن هذا الحديث من الأحاديث الوارد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمعبرة عن حبه الشديد للسيدة عائشة رضي الله عنها، فضلاً عن ذلك لقد كان عليه الصلاة والسلام حريضاً على العدل بين زوجاته، ولكن غلب قلبه الحب لعائشة فقال:

  • حديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما قال لعائشة -رضي الله عنها-: (حبي لك كعقدة حبل، لا يستطيع أحد حلها)، فضحكت، وكل ما تمر عليه تسأله، وتقول له: كيف حال العقدة، وهو يقول كما هي.

شاهد أيضاً: ادعية لجلب الحبيب للزواج

لقد تنوعت الأحاديث النبوية التي أوردتها كتب السنة النبوية لا سيما حديث الرسول عن الحب والزواج، الذي يدعو من خلاله المتحابين إلى الزواج فهو الوسيلة المشروعة والناجحة في ربط الرجل والمرأة المتحابين في علاقة سوية صحيحة يرضاها الله عز وجل ورسوله.