حكم شراء حلوى المولد النبوي الشريف

تتناول هذا المقال حكم شراء حلوى المولد النبوي كما وضحها علماء وأهل الفقه. تعتبر حلوى المولد النبوي من الحلويات التي تُعدّ خصيصًا احتفالًا بذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتتنوع أشكالها حسب الثقافة والتقاليد لكل منطقة. يهدف موقع أطروحة من خلال هذا الموضوع إلى توضيح الحكم الشرعي المتعلق بشرائها وتناولها وتوزيعها.

الحكم الشرعي لشراء حلوى المولد النبوي الشريف

يعكس الحكم الخاص بشراء حلوى المولد النبوي الشريف بنية الاحتفال دلالة مماثلة للحكم الخاص بالاحتفال ذاته، وقد ناقش العديد من العلماء هذا الأمر، من بينهم:[1]

• قول الإمام ابن الحاج في كتاب المدخل:

يجب التحذير من عادات بعض الأشخاص، وخاصةً ممن يمارسون عوائد غير محمودة، فهذه المفاسد تحدث عند إقامة الاحتفالات إذا تخللتها سماعات غير مشروعة. إذا تم إعداد طعام فقط بنية الاحتفال، ودُعِيَ إليه الأصدقاء دون ممارسة ما سبق ذكره، فإنه يعد بدعة بحد ذاته، كون هذه النية تُعتبر إضافة في الدين وليست من فعل السلف الصالح. ذلك أن اتباع السلف أولى وأهم من إضافة نية لم تكن لديهم، إذ كانوا الأكثر حرصًا على اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقديرها، ولم يُعرف عن أحد منهم أنه نوى الاحتفال بالمولد، ونحن يجب علينا الاقتداء بهم.

• كما أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم:

إن المسلم لا ينبغي له أن يبيع ما يعين المسلمين على الاحتفال بأعيادهم، كالأطعمة والملابس، لما في ذلك من إعانة على الباطل. أما في ما يتعلق بمبايعتهم أو شهود أعيادهم للشراء، فقد ذكر سابقًا للإمام أحمد أن هذا النوع من الأحداث، مثل طور يانور ودير أيوب، حيث يجتمع المسلمون، قد لا يكون فيه إشكال إذا كان الشراء يتم في الأسواق دون المشاركة معهم.

شاهد المزيد:
هل الاحتفال بالمولد النبوي حرام

الحكم الشرعي لتوزيع الطعام والحلوى في مناسبة المولد النبوي

يُعتبر توزيع الطعام والحلوى في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من الأمور المستحدثة، حيث كانت السنة كما قال الإمام ابن باز -رحمه الله- هي عدم إحياء هذه المناسبة، إذ اعتُبرت بدعة في الدين الإسلامي. وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ”،[2] كما أن الاحتفالات بالمولد كانت من concoctions الفاطميين في التاريخ الإسلامي.[3]

الحكم الخاص بتناول طعام المولد النبوي

أوضح علماء الدين أن كل ما يتعلق بالمولد النبوي الشريف من أعمال واحتفالات وأطعمة يُعدّ من البدع التي لم تُشرع في الدين. حيث أكد الشيخ الفوزان في كتابه “البيان لأخطاء بعض الكتاب”:[4]

ينبغي الاعتراف بما ورد في الكتاب والسنة حول اتباع ما شرعه الله ورسوله والابتعاد عن البدع. قال الله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ). وقال أيضًا: (اتَّبِعُوا مَا أنزل إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ). وقد ذكر الرسول –صلى الله عليه وسلم–: (إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها)، و(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). وفي رواية لمسلم: (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد).

ما هي دلالة حلوى المولد النبوي؟

يتمثل السر وراء حلوى المولد النبوي الشريف في ما ورد في أسنى المطالب، حيث قال: “أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُحِبُّ الحَلْوى والعَسَلَ”،[5] ولهذا أراد الناس إحياء ذكرى ميلاده الكريم بما كان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم.

هل يجوز الاحتفال بيوم المولد النبوي

الأسئلة الشائعة

هناك عددٌ من الأسئلة الشائعة المتعلقة بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- والاحتفال بهذه المناسبة، وأبرزها كالتالي:

مقالات ذات صلة

في الختام، تناول هذا المقال حكم شراء حلوى المولد النبوي، كما أوضحه كبار علماء الدين، وقدم لمحات عن بعض الأحكام الشرعية المرتبطة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم والاحتفال به.