تُعتبر ليلة الإسراء والمعراج من الليالي المباركة في الإسلام؛ حيث شهدت أعظم المعجزات التي خصّ الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. هذه المعجزة تبرز صدق نبوة الرسول ومكانته الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى، لذا يسعى موقع أطروحة لتسليط الضوء على فضل هذه الليلة، مع مناقشة حكم الاحتفال بها وأحداثها، فضلاً عن توضيح مسألة استجابة الدعاء فيها.

ما هي الإسراء والمعراج؟

تنقسم ليلة الإسراء والمعراج إلى شقين: الإسراء، الذي يعني انتقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأمر من الله من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، في ليلة واحدة. ثم تأتي المعراج، حيث صعد النبي إلى السماء السابعة، لكي يلتقي بالخالق عز وجل، وتلقّى فيها فرض الصلوات الخمس، التي تعد الركن الثاني من أركان الإسلام.

شاهد أيضاً:
هل تعلم عن الإسراء والمعراج

فضل ليلة الإسراء والمعراج

تتمتع ليلة الإسراء والمعراج بمكانة عظيمة بين كافة المسلمين، حيث تعدّ واحدة من أبرز المعجزات التي منحها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهي معجزة لم يسبق لأحد أن اختبرها. تجسد هذه المعجزة جوانب مهمة في الدين الإسلامي، تبين فضل ومكانة النبي محمد عليه الصلاة والسلام عند الله، كما تعكس قيمة الدين الإسلامي ومكانة الصلاة كأحد أركانه الأساسية.

شاهد أيضاً:
تهنئة بمناسبة الإسراء والمعراج

ذكر الإسراء والمعراج في القرآن الكريم

ذُكرت حادثة الإسراء في القرآن الكريم عندما قال الله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} [2]، في حين لم يتم الإشارة بخطاب مباشر لحادثة المعراج، إلا أنها تعتبر مستنبطة من بعض الآيات مثل قوله تعالى: {ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى} [3].

شاهد أيضاً: قصائد عن الإسراء والمعراج

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

تحتفل العديد من الدول العربية والإسلامية بذكرى الإسراء والمعراج، بل إن بعضها قد تعتبر هذا اليوم عطلة رسمية. إلا أن العديد من العلماء يرون أن الاحتفال بتلك الليلة يعتبر بدعة، حيث لم يتم ذكرها من قبل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو من صحابته أو الأئمة، بسبب عدم معرفة تاريخها الدقيق؛ فمنهم من يعتبرها في شهر ربيع الآخر وآخرون في شهر رجب.

أحداث الإسراء والمعراج

تُعد رحلة الإسراء والمعراج من أعظم المعجزات التي حصلت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. إذ انتقل الله بعبده محمد من المسجد الحرام في مكة، وهو نائم في الحجر، إلى المسجد الأقصى في القدس بفضل مُعجزة خاصة ومعونة من جبريل عليه السلام على دابة تُعرف بـ”البراق”. وفيما يتعلق بالمعراج، صعد جبريل بالنبي إلى السماوات لينظر إلى بدايات الخلق، ورؤية الأنبياء، وتعرف على الجنة والنار، وفرض الله عليه خمس صلوات في اليوم والليلة.

شاهد أيضاً:
لماذا سُميت سورة الإسراء بسورة بني إسرائيل

استجابة الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج

لا يوجد في القرآن الكريم أو السنة النبوية ما يدل على تخصيص ليلة الإسراء والمعراج لأية صلاة أو عبادة معينة. فقد اختلف العلماء حول توقيت هذه الليلة، مما لا يجعل من الاحتفال بها أو تخصيص عبادة لها يتماشى مع تعاليم الإسلام. وبالتالي، تعتبر فترة هذه الليلة ليست ضمن الأوقات المحددة لاستجابة الدعاء أو الصلوات الخاصة.

بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول فضل ليلة الإسراء والمعراج، حيث قدمنا لمحة عن عظمة هذه الليلة في الدين الإسلامي وأهمية الصلاة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أحداثها وحكم الاحتفال بها.