تُعتبر ليلة النصف من شعبان من أبرز ليالي العبادة التي يسعى من خلالها المسلمون للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى. وقد أشار السلف إلى فضل هذا الشهر، حيث تُرفع فيه الأعمال وتكون النفس مهيأة لاستقبال شهر رمضان المبارك. يحرص الجميع على نبذ الخصومات، وطلب العون من الله من خلال الدعاء والصيام، واستغلال أوقات الغفلة في الذكر والتوبة من الذنوب. يستعرض موقع أطروحة في هذا المقال أهم الأعمال التي يمكن القيام بها في هذه الليلة والآيات التي يُستحب قراءتها فيها.

أعمال ليلة النصف من شعبان

قال تعالى: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}[1]، حيث تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في ليلة النصف من شعبان، مما يجعل لهذه الليلة مكانة خاصة وأهمية كبيرة لدى المسلمين الذين يسعون لتكثيف العبادة فيها. ومن أبرز الأعمال التي يمكن القيام بها في هذه الليلة:

حكم صيام النصف الأخير من شعبان.

نبذ الخصومة

على الرغم من ضعف الحديث الوارد حول حكم الخصومة في شعبان، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللَّهَ يطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خلقِهِ إلا لمشرِكٍ أو مشاحنٍ”[2]، فإن الإسلام دائمًا ما يدعو إلى نبذ الشحناء والخصومة. كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسم بالتسامح حتى مع من آذوه، وقد قال: “اسْمَحْ يُسْمَحْ لكَ”[3]. لذا، فإن ترك الخصومة رغبة في رضا الله يُعتبر من أعظم العبادات.

إفطار الصائم

كما روى أسامة بن زيد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما تصومُ شعبانَ، قال ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ”[4].

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: “كانَ أحبَّ الشُّهورِ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن يصومَهُ شَعبانُ، بل كانَ يصلُهُ برَمضانَ”[5].

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفضل أن ترتفع أعماله وهو صائم، ولذلك يسعى البعض لأخذ ثواب إفطار الصائم من خلال تجهيز وجبات وتوزيعها على الصائمين.

حكم صيام آخر يوم من شعبان قضاء.

طلب العون من الله بالدعاء

قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[6]، ويُعتبر الدعاء من العبادات التي يمكن ممارستها في أي وقت ومكان. ولا يوجد مانع في طلب المعونة من الله بالدعاء خلال السجود أو عند الإفطار أو في أي وقت بعد الأذان.

دعاء شعبان قبل رمضان.

استغلال أوقات الغفلة

أوصى السلف الصالح باستغلال أوقات الغفلة في الذكر والاستغفار وصلاة قيام الليل، حيث تُختتم في هذا الشهر حسابات السنة للعبادات، والحرص على الاجتهاد في العبادة يُعتبر سبيلًا مهمًا لمغفرة الذنوب وزيادة الحسنات.

الاستعداد لشهر رمضان

تُساعد عادة العبادة على تسهيل أدائها، ويمكن الاستعداد لشهر رمضان بتخصيص وِرد يومي من القرآن والتسابيح، وأداء النوافل، وغيرها من العبادات التي تساهم في زيادة رصيد العبد في الآخرة.

 
دعاء الجمعة الاخيرة من شعبان.

التوبة من كل الذنوب

قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[7]، فباب التوبة مفتوح دوماً، ويمكن استثمار شعبان للتوبة من كافة الذنوب استعدادًا لاستقبال رمضان بعزيمة قوية للعبادة والاقتراب إلى الله عز وجل مع الالتزام بعدم العودة إلى ما يغضبه.

السور التي تقرأ في ليلة النصف من شعبان

تناول بعض الفقهاء ما ورد حول فضل السور التي تقرأ في ليلة النصف من شعبان، مثل سورة يس أو الإخلاص. لكنها أمور قد تكون مبتدعة، إذ لم يُخصص تلك الليلة بعبادة معينة، إلا أنها تُعتبر من الليالي القمرية من الشهر العربي (13، 14، 15)، ولكن يمكن الاجتهاد في العبادة دون تخصيص[8].

بوستات عن اخر جمعة في شعبان.

هل يوجد دعاء خاص بليلة النصف من شعبان؟

لم يُثبَت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء معين ليوم النصف من شعبان، لكن يمكن حمد الله على بلوغ هذه الأيام بصحة وسلامة والدعاء له بدوام صلاح الحال.

وفي ختام هذا المقال الخاص بأعمال ليلة النصف من شعبان، تم تناول موضوعات مثل نبذ الخصومة، إفطار الصائم، طلب العون من الله بالدعاء، استغلال أوقات الغفلة، الاستعداد لشهر رمضان، والتوبة من كافة الذنوب، كما تم توضيح السور التي يمكن قراءتها وموضوع الدعاء الخاص بها.