قصة نوح عليه السلام كاملة بالتفصيل تعد قصة سيدنا نوح عليه السلام من أهم قصص الأنبياء الملهمة، وكما نعرف أن سيدنا نوح من أولي العزم من الرسل، هذا بالإضافة إلى أن هذه القصة بها الكثير من العبر التي يجب أن يعرفها المسلمين بشكل كامل، وهذا السبب وراء البحث عن قصة نوح عليه السلام كاملة بالتفصيل.

مولد نوح عليه السلام

قبل معرفة قصة نوح عليه السلام كاملة بالتفصيل يجب أولاً معرفة تفاصيل مولد سيدنا نوح عليه السلام، كما يلي:

  • هو سيدنا نوح بن لامك بن متوشلح بن خنوخ وهو إدريس عليه السلام، بن مهليل بن قينان بن شيث بن آدم أبي البشر، وهذا الاسم الذي ورد في التوراة.
  • وهناك أقاويل كثيرة حول تسميته بنوح وهذا لأنه كثير النواح والبكاء على الذنب الذي ارتكبه.
  • أما بالنسبة لمولد سيدنا نوح قد ولد بعد وفاة سيدنا آدم بحوالي عشرة قرون، وكان سنة 2886 قبل الميلاد، وتوفي عام 1936 قبل الميلاد.

بعثة نوح عليه السلام إلى قومه

  • قيل إن نوح عليه السلام بعث إلى قومه عندما كان عمره خمسين سنة، ورأي آخر يقول إنه كان يبلغ 350 سنة.
  • وقيل إنه قد بعث إلى بلاد ما بين الرافدين، بعدما انتشرت عبادة الأصنام والطواغيت، بالإضافة إلى انتشار الضلالة، فقد بعثه الله سبحانه وتعالى رحمةً للعباد، فكان أول رسول قد أرسله الله إلى الأرض.

مراحل دعوة نوح عليه السلام

قد مرت بعثة سيدنا نوح عليه السلام بعدة مراحل مختلفة، ومن هذه المراحل كما يلي:

  • قد بعث سيدنا نوح عليه السلام لقومه رسولاً بعدما كفروا وأشركوا بالله، فكان أساس دعوته التوحيد بالله، والبعد عن عبادة آلهتهم من الأصنام.
  • أما بالنسبة لأهله وبالتحديد زوجته وابنه فأول من حاربوا دعوته واستهزأوا به، فأصبح عليه صراع من الداخل ومن الخارج أيضاً، وهذا ما دفعه لاستخدام أساليب عديدة مرةً كان يستخدم أسلوب الترهيب، ومرة أخرى كان يستخدم الترغيب.
  • من ضمن الأساليب التي استخدمها نبي الله ليقنع قومه بعبادة الله سبحانه وتعالى هو أسلوب الإثبات العلمي.
  • وبالرغم من أنهم لم يستمعوا له إلا أنه كان دائم الصلاة بالليل وبالنهار ويدعو الله في السر وفي العلن، فقال تعالى (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا).
  • وبمرور الأيام قد زاد كفرهم، وألقوا عليه عدة اهتمامات، وبالرغم ذلك كان في كل مرة يؤكد لهم أن دعوته لهم خالصة لله سبحانه وتعالى ولا يريد أجر عليها، لأنه رسول قد أرسله الله سبحانه وتعالى.
  • ظل سيدنا نوح يدعو قومه 950 سنة، فلم يؤمن به غير فئة قليلة، قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ).

جحود واستكبار قوم نوح

  • واجه قوم نوح دعوته بالاستكبار، فلم يؤمن أحد، وسخروا منه أيضاً واستهزأوا به، ولكنه لم ييأس فكلما انتهى يوم يعود في اليوم الآخر ليدعوهم، فتصور الناس أن دعوته لم تلبث وقتاً كثيراً، ولكن الضعفاء والفقراء اتبعوه، ولكن قومه اتخذوا هذا الأمر وسيلة لمعايرته أنه لم يقبل دعوته سوى الضعفاء ورذائل الناس.
  • وبعد ذلك قد سئم الملأ من جداله فطالبوا بتعجيل العذاب الذي كان يتوعده إياهم، فقال تعالى (قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).
  • ولكنه قد يأس بعد ذلك من إيمان قومه، بعد رؤيته أن جهوده المبذولة مع قومه بغير فائدة بالرغم أنه بذل كل جهد يمكن أن يبذل ولكن بغير فائدة، فتوجه لله سبحانه وتعالى (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا(، فرد الله سبحانه وتعالى عليه أن يؤمن من قومه أحد غير الذي آمن معه، فلا يحزن من مكرهم، إلا أن نصر الله قريب، قال تعالى ( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ).

الدروس المستفادة من قصة نوح عليه السلام

  • يجب أن يستخدم الداعية في طريق دعوته أساليب متعددة، التي تتنوع ما بين تذكيرهم بنعم الله سبحانه وتعالى، وفضل الله عليهم، وأن الله سبحانه وتعالى هو من يمنح القوة والرزق.
  • يجب على الداعية أن يعرف بشكل دائم أن الله هو من يؤيده وينصره حتى لو طال وقته امتحانه ودعوته، ولكن في نهاية الأمر لا يؤمن به إلا المؤمنين.
  • على الداعية ألا يغفل عن استخدام الأسلوب العلمي في إقناع الناس، وهذا ما فعله سيدنا نوح مع قومه، قال تعالى ( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا*وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ).