كلمة الحجاج في اهل العراق، وهو إحدى القادة العسكريين في العهد الأموي، واسمه هو كليب بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، لكنه قام بإبداله باسم الحجاج، ولقد حكم العراق مدة 20 عامًا، ولقد اتفق كافة المؤرخين، أنه من أكثر حُكام العرب سفحًا ورعُبًا، حتى أنه لُقب بالمبير، بمعنى المبيد، ولما تولى الحجاج العراق ألقى كلمة مشهورة، أرعبت كل من سمعها، وفيها توعد وأنذر كل من لا يسمع كلامه بالقتل، ومن هذا السياق نقدم كلمة الحجاج في اهل العراق.

من هو الحجاج بن يوسف الثقفي ويكيبيديا

ولد الحجاج بن يوسف الثقفي عام 661 م، ونشأ في ظل أسرة شريفة من آل ثقيف، وكان والده رجلاً مميزًا، كان ملمًا بالعلم وفضائل الآداب، لدرجة أنه كرس حياته لتعليم أهل الطائف القرآن الكريم دون أن يتقاضى أجرًا مقابل هذا العمل.

كلمة الحجاج في اهل العراق

  • حفظ الحجاج الثقفي القرآن الكريم في صغره على يد والده.
  • ثم انضم إلى حلقات الأئمة وكبار العلماء من الصحابة والتابعين مثل: عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب وغيرهم.
  • ولقد أثرت تربية الحجاج ونشأته في الطائف على بلاغته، فقد كان متصلاً بقبيلة هذيل، وهي من أفصح قبائل العرب.
  • حتى أصبح من البارعين في مجال الخطابة وإلقاء الكلمات القوية.
  • توفي الحجاج بن يوسف الثقفي في اليوم الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة 95 هـ.
  • والسبب في وفاته هو إصابته بسرطان المعدة، ودفن في المدينة التي أسسها لنفسه. وهي مدينة واسط.
  • على الرغم من قيامه ببعض الأعمال التي تؤخذ عليه، إلا أنه كان مهتمًا بالجهاد، وكان ينفق المال بشكل كبير لأهل القرآن.
  • حيث كان ينفق الكثير من أمواله على حفظة القرآن، وعندما مات، لم يترك سوى 300 درهم.

شاهد أيضا: من هو زوج جيلان علاء عز شهوان واهم المعلومات عنه

كلمة الحجاج في اهل العراق

استمرت ولاية الحجاج للعراق قرابة 20 عامًا، وضل حاكمًا عليها حتى مات ودفن فيها، وعندما تولى الحجاج أمر العراق، أرسل من أمر الناس بالاجتماع في المسجد، وهناك ألقى كلمته المشهورة، التي عُرفت من أشهر كلمات حكام العرب، واستهل كلمته لأهل العراق بقول: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني، وجاء في كلمة الحجاج في أهل العراق ما يلي:

“أما والله فإني لأحمل الشر بثقله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى. ثم قال: والله يا أهل العراق، إن أمير المؤمنين عبد الملك نثل كنانة بين يديه، فعجم عيدانها عوداً عوداً، فوجدني أمرّها عوداً، وأشدها مكسراً، فوجهني إليكم، ورماكم بي. يا أهل العراق، يا أهل العراق، يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق، إنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مناخ الضلال، وسننتم سنن الغي، وأيم الله لألحونكم لحو العود، ولأقرعنكم قرع المروة، ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، إني والله لا أحلق إلا فريت، ولا أعد إلا وفيت”

خطبة الحجاج في أهل الكوفة

عُرف الحجاج بخطبه لأهل العراق، حيث كان العراق في ذلك الوقت منقسمًا إلى عراق العرب وعراق العجم، وعندما نزل إلى الكوفة، أرسل من أجل اجماع العراقيين في المسجد، حيث سيقوم بإلقاء خطبة عليهم، وعندما اجتمع الناس في المسجد، دخل عليهم ملثمًا بعمامة حمراء، وصعد إلى المنبر ينظر إلى المجتمعين، وظل ساكتًا بعض الوقت، حتى أن الناس ضجوا من سكوته، وبعدها خلع عمامته، وبدأ بإلقاء خطبته المشهورة لأهل الكوفة، التي جاء فيها النذير والوعيد لكل من يخرج عن طوعه ولا ينفذ أوامره، ولقد زرعت خطبته الرهب في قلوب الناس حتى وفاته وانتهاء حكمه.

شاهد أيضا: خطبة ماذا بعد الحج مكتوبة ومؤثرة ملتقى الخطباء

خطبة الحجاج في أهل البصرة كاملة

قبل أن يصب الحجاج إلى العراق، خطب خطب شهيرة في أهل البصرة، وفي أنذر وتوعد كل من لا يسمع كلامه ولا ينفذ أوامره، وجاء في خطبة الحجاج في أهل البصرة ما يلي:

  • “أيها الناس من أعياه داؤه فعندي دواؤه ومن استطال أجله فعلي أن أعجله ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله ومن استطال ماضي عمره قصرت عليه باقيه إن للشيطان طيفا وللسلطان سيفا فمن سقمت سريرته صحت عقوبته ومن وضعه ذنبه رفعه صلبه ومن لم تسعه العافية لم تضق عنه الهلكة ومن سبقته بادرة فمه سبق بدنه بسفك دمه.
  • إني أنذر ثم لا أنظر وأحذر ثم لا أعذر وأتوعد ثم لا أعفو إنما أفسدكم ترنيق ولاتكم ومن استرخى لببه ساء أدبه إن الحزم والعزم سلباني سوطي وأبدلاني به سيفي فقائمه في يدي ونجاده في عنقي وذبابه قلادة لمن عصاني والله لا آمر أحدكم أن يخرج من باب من أبواب المسجد فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربت عنقه.”

شرح خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي لأهل العراق

عندما اقترب جيش الحجاج من الكوفة تقدم الحجاج على قواته ودخل المدينة بمفرده، ثم دخل مسجد الكوفة ، وصعد المنبر، وألقى خطابه الافتتاحي الشهير كحاكم، ولقد كان للخطاب تأثير كبير على كل من سمعه، وبعدها تدفق الناس للالتحاق بجنود الحجاج، حيث تتضمن الخطاب كلمات النذير والوعيد التي ألقت الرعب والرهب في قلب كل من استمع إليها، وظل الناس يهابونه حتى وفاته وانتهاء فترة حكمه.

شاهد أيضا:خطبة عن المولد النبوي الشريف مكتوبة المنبر ومؤثرة جدا

وصلنا لنهاية المقال، وفيه قدمنا كلمة الحجاج في اهل العراق، وهي من أشهر الكلمات التي ألقاها الحجاج، بل من أشهر ما القي حكام العرب، وعُرف بخطبته المشهورة لأهل العراق، التي تضمنت النذير والوعيد والعقاب لكل من يخرج عن طوع الحاكم ولا ينفذ أوامره.