ما حكم زوجي لا يصلي في المسجد وهو جار المسجد، إن الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله، كما أن الصلاة عبادة يؤديها المسلم لله تعالى بمجموعة من الأفعال والأقوال المخصوصة بها والمعلومة حيث تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، إن للصلاة في حياة الفرد المسلم دور كبير جداً إلى جانب الأجر والثواب العظيم إزاء الالتزام بأدائها فإن ما يحصل عليه المسلم من سكينة وطمأنينة كفيلة بأن تدفعه للالتزام بها والمداومة عليها على وقتها، في هذا المقال سنجيب على سؤال ما حكم زوجي لا يصلي في المسجد وهو جار المسجد.

ما حكم زوجي لا يصلي في المسجد وهو جار المسجد

بالاستناد لما ورد من أقوال علماء الفقه الإسلامي الذين أفتوا في مسألة صلاة الرجل في جماعة في المسجد، فمن الجدير بالذكر إن صلاة الرجل في المسجد لها أجر وثواب عظيم والمقصر أو المتقاعس عنها قد فاته وذهب عنه أجر عظيم، لذلك لقد أورد علماء الفقه في حكم الزواج الذي لا يصلي في المسجد وهو جار المسجد بالتالي:

ما حكم زوجي لا يصلي في المسجد وهو جار المسجد

  • لقد قال بعض العلماء أن هذا الرجل قد أتى منكرا، وذلك لأن الصلاة في البيت لا تجوز، والواجب على المؤمن أن يصلي مع الناس في المساجد في الجماعة.
  • وقد استدل أصحاب هذا الرأي بما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر هذا وعيد شديد.
  • وقال عليه الصلاة والسلام لرجل أعمى سأله، قال: يا رسول الله، هل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم . قال : فأجب.
  • من هنا نستنتج أنه إذا كان أعمى ليس له قائد يلائمه ويقال له: أجب . ويُمنع من الصلاة في البيت فكيف بالصحيح القادر.
  • وقد رود في متن السنة النبوية أن النبي عيه الصلاة والسلام قد همّ بحرق المتخلفين عن الصلاة في المساجد وهم في بيوتهم، ويروى عنه عليه السلام أنه قال: لولا ما في البيوت من النساء والذرية لأقمت الصلاة صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار.
  • وخلاصة ما تقدم أن هذا لا يجوز له أن يصلي في البيت، بل عليه أن يصلي مع الجماعة.

هل الزوجة مسؤولة عن صلاة زوجها

في البداية ننوه إن الصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، كما أنها الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، فضلاً عن أنها أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، ومن حافظ على أدائها والتزم بها على موعدها فاز ونال، ومن ضيعها واستهتر بها خسر وخاب، وقد ثبت الوعيد الشديد لمن ضيع الصلاة أو تهاون بها في قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)، وقال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً)، أما فيما يتعلق بالحديث عن هل الزوجة مسؤولة عن صلاة زوجها:

  •  يستحب إيقاظ النائم للصلاة سواء الزوج أو غيره لاسيما إن ضاق وقتها أو اقترب وقتها على الانتهاء لقوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى).
  • ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاته من الليل وأنا معترضة بين يديه، فإذا بقي الوتر أيقظني فأوترت وفي رواية: فإذا أوتر قال: قومي فأوتري يا عائشة رواه مسلم.
  • وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الصبح فكان لا يمر برجل إلا ناداه بالصلاة أو حركه برجله. رواه أبو داود بإسناد فيه ضعف ولم يضعفه والله أعلم.

شاهد أيضاً: صحة حديث الرسول عن ضرب النساء أو الزوجة وما حكمه

عقوبة من لا يصلي في المسجد

لقد أوردت كتب السنة النبوية الفضل العظيم للصلاة في المسجد المتمثلة في صلاة الجماعة فإن لها فضل عظيم وكبير جداً، ولكن قد يراود بعض الأشخاص سؤال ما هي عقوبة من لا يصلي في المسجد أو يتخلف عن أداء الصلاة في جماعة، لذلك وتبعاً لما ورد في متن كتب السنة النبوية فإن عقوبة من لا يصلي في المسجد هي:

  • لا إثم على من ترك الصلاة في المسجد عند بعض العلماء لا سيما ممن يرون أنها فرض كفاية بمعنى أنه إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، وما دام يوجد في المسجد من يصليها.
  • ولكن ينبغي عدم حصر السؤال هنا فيما إن كان تارك صلاة الجماعة في المسجد آثماً أم لا، بل على المسلم أن يكرس تفكيره في الأعمال التي تزيد من رصيده في الحسنات والطاعات والأعمال الصالحة.
  • فصلاة الجماعة في المسجد تضاعف على الصلاة في البيت؛ لما في المساجد من كثرة المصلين، وأجر الخطا إلى المساجد ذهابًا وعودة، وأجر انتظار الصلاة، واستغفار الملائكة للمنتظرين، وأجر الصف الأول، وكل هذا الثواب العظيم مما يُحزِنُ قلبَ المؤمن فواتُه، وقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التفريط في التبكير للصلاة، والصف الأول، وفي المتخلفين عن صلاة الجماعة في المسجد فجرًا وعشاء: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ، وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ، لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ، وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا.. متفق عليه. وفي لفظ للبخاري قال عن المتخلفين عن المسجد: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ.

شاهد أيضاً: ما حكم الاحتفال بالعام الميلادي الجديد 2024 اسلام ويب

في ختام مقالنا للإجابة عن سؤال ما حكم زوجي لا يصلي في المسجد وهو جار المسجد، فقد أورد العديد من علماء الفقه الإسلامي أنه لا يؤثم تارك الصلاة في المسجد على اعتبار أنها فرض كفاية، ولكن ينبغي على المسلم أن يحرص على أداء الطاعات التي تزيد بدورها من رصيد الحسنات.