ما هو جزاء الصائم عند الله، وهل يتساوى الجميع في الأجر؟ يُعتبر الصيام أحد الأركان الأساسية في الإسلام، وبدونه لا يتم الدين بصورة كاملة، حيث إنّ كل ركن من هذه الأركان يحمل معه الثواب الجزيل من الله تعالى. يختلف هذا الثواب حسب إخلاص الإنسان في عبادته، لذا يسعى موقع أطروحة لجعل القارئ على دراية بالأجر الذي يناله الصائم تكريمًا لصيامه لله عز وجل.

جزاء الصائم عند الله

تتفاوت الأجور والثواب لجل الأعمال والعبادات عند الله سبحانه وتعالى، وهو لا يضيع أجر المحسنين. غير أن الصيام له مكانة خاصة في السماء، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يُروى عن ربّه تعالى: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ“.[1] تكشف هذا الحديث عن عظمة جزاء الصائم، فبينما كل الأعمال تعود للإنسان، يكون الصيام خالصًا لله وحده، وهو يكرم الصائم بالطريقة التي يشاء، إذ أن الله أكرم من يجزي العمل، وهو لا يهمل أجر المحسنين، والله أعلم.

فضائل شهر رمضان pdf

هل يتساوى جميع الصائمين في الأجر يوم القيامة؟

لا أحد يعلم قيمة الأجر والثواب للأعمال إلا الله سبحانه وتعالى، فهو الذي يعلم ما في نفوس المخلوقات وخفايا قلوبها. كما قال الله تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}.[3] تعكس هذه الآية الكريمة أن لكل فرد نصيبًا من عمله وعبادته لله، وإخلاصه في نيته. يختلف هذا النصيب وفقًا لأعمالهم ونواياهم، والله عز وجل هو الوحيد الذي يدرك أعمال الخلائق ونياتهم، وسيجزهم على ما قدموا يوم القيامة، والله أعلم.

هل تعلم عن رمضان

فضائل صيام شهر رمضان

فرض الله الصيام في شهر رمضان على عباده وجعله أحد أركان الإسلام، مهدٍ للعديد من الفضائل، بعض منها ذُكِر في القرآن الكريم وآخر في السنة النبوية. من فضائل الصيام في رمضان هو العتق من النار ومغفرة الذنوب التي ارتكبها الإنسان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“.[4] ومن فضائل رمضان أيضًا فتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار وتصفيد الشياطين، كما أن قيام ليلة القدر في رمضان يعدل كقيام ألف شهر. إذا قامها الإنسان بإخلاص لله، فإن الله يغفر له ذنوبه السابقة، والله أعلم.[5]

فضائل شهر رمضان أحاديث، أهم الأحاديث

فوائد الصيام في الإسلام

للصيام فوائد صحية متعددة، وهو دليل على رحمة الله بعباده، حيث يُقدم العلاج ويحمل الأجر العميم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اغزوا تغنَموا وصوموا تصحُّوا وسافِروا تستَغنوا“.[6] وقد أكدت الأبحاث المعاصرة أهمية الصيام في علاج العديد من الأمراض المستعصية، مثل السرطان، فلم يجد الأطباء علاجًا فعالًا للسرطان إلا من خلال الصيام. كما ينصح بعض الأطباء المرضى بالصيام لعلاج أمراض القلب، والتنفس، والتهابات المفاصل، وغيرها من الأمراض، فسبحان الله الرحيم.

كم صام الرسول صلى الله عليه وسلم من رمضان

فوائد الصيام في القرآن

تناول القرآن الكريم عدة فوائد للصيام، وأهمها ما يتعلق بتطهير الروح والقلب. فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[7] الفائدة الأولى للصيام هي تحقيق التقوى، حيث يُبعد الصيام الإنسان عن الفحشاء والفسق والجفاء، مما يمنحه فرصة للتفرغ لطاعة الله. الفائدة الثانية هي شكر الله على نعمه، حيث يساعد الحرمان من الطعام والشراب الإنسان على تقدير هذه النعم، وبالتالي يدعوه أن يديمها عليه، وغيرها من الفوائد العظيمة التي لا يعلمها إلا الله.

ما هي فضائل صيام شهر رمضان

لماذا جعل الله تعالى أجر الصائم بلا حدود؟

إن جميع الأعمال تُحسب عند الله، غير أن الصيام مُفضلاً بأجر عظيم. وقد ذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله- عدة أسباب لذلك، أولها أن الصيام لا يتخلله رياء أو متاجرة، بل هو خالص لله تعالى، حيث يترك الإنسان طعامه وشرابه لتحقيق وجه الله. أما السبب الثاني، فتعني عبارة “وأنا أجزي به” أن الأجر للأعمال الأخرى يتراوح بين عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف، لكن الله سبحانه وتعالى يثيب الصائم كما يشاء، بدون حدود. والله أعلم.[8]

وبهذا، ختمنا المقال الذي ناقشنا فيه جدارة الصائم عند الله وأيضًا قضية تساوي الأجر بين الصائمين، مستندين على الأحاديث النبوية الصحيحة، كما تناولنا فضائل الصيام وفوائده العديدة وفق القرآن والسنة.