ما هو حكم إعاذة من استعاذ بالله؟ وما معنى الاستعاذة بالله؟ وهل يمكن الاستعاذة بصفات الله سبحانه وتعالى؟ لقد خلق الله سبحانه وتعالى عباده من الإنس والجن وأمرهم بعبادته. الاستعاذة تُعتبر من أهم العبادات التي حثّ الله عليها، ومن المهم بالنسبة لكل مسلم العمل على تحقيقها وعدم إهمالها. فتعظيم شعائر الله هو من مظاهر تقوى القلوب. من خلال موقع أطروحة، سنتناول حكم إعاذة من استعاذ بالله بالتفصيل.

تعريف الاستعاذة بالله

قد عرف العلماء من سلف وخلف الاستعاذة بأنها اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى للحماية والنجاة، والاعتصام به من كل سوء. تُعتبر الاستعاذة بالله من العبادات التي أكد عليها القرآن في عدة آيات، كما ورد في قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}. [سورة النحل، الآية: 98 – 99]

حكم إعاذة من استعاذ بالله

يجب على كل مسلم أن يستجيب لمن استجار بالله في مسألة يمكن تحقيقها، كما جاء عن أهل العلم. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما روى الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قوله: “مَن استعاذَ باللهِ فأعيذوه، ومَن سألَ باللهِ فأعطوه، ومن دَعاكم فأجيبوه، ومَن صنَعَ إليكم مَعروفًا فكافِئوه، فإنْ لم تَجِدوا ما تُكافِئونه، فادعوا له حتى تَرَوْا أنَّكم قد كافأتُموه”.[تخريج سنن أبي داود, شعيب الأرناؤوط/ عبد الله بن عمر/ 1672/إسناده صحيح] وبالتالي، يجب على كل مسلم أن يسعى لإعانة من يستغيث بالله في أمر مباح.

حكم الاستعاذة بالله وفق إسلام ويب

أشار موقع إسلام ويب إلى أن الاستعاذة قبل قراءة القرآن تعد مستحبة، وخاصة في الركعة الأولى من الصلاة، وقد اتفق على ذلك الشافعية والحنابلة في رواية صحيحة، بينما رأى المالكية أنها مكروهة في الفريضة، وأوضح الأحناف أنها مستحبة فقط في الركعة الأولى. وقد أفاد الإمام النووي رحمه الله قائلاً:

“استحب التعوذ للمصلي جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، مشيرين إلى شخصيات مثل ابن عمر وأبو هريرة وغيرهم، في حين أن مالك كان له رأي مخالف بدليل حديث المسيء في صلاته، ولكن دلالة الكتاب المقدس تدعم رأي الجمهور.”

أنواع الاستعاذة وأحكامها

قام العلماء بتصنيف الاستعاذة من حيث الحكم إلى عدة أنواع، ويمكن تلخيصها كما يلي:

  • الاستعاذة بالله رب العالمين: وهذا النوع مشروع ومستحب وواجب على المسلم في كافة الأحوال.
  • الاستعاذة بغير الله، الجائزة: وهي الاستعاذة التي يلجأ إليها المسلم من شخص حي في أمر يمكنه تحقيقه، ولا حرج في ذلك.
  • الاستعاذة بغير الله في أمر غير قادر عليه إلا هو، وهذا يعتبر من أعظم أنواع الشرك.
  • التعوذ بالميت أو الغائب أو الجن: وهو أيضاً من الأمور المحرمة، إذ لا يجوز للمسلم الاعتماد على غير الله في الاستعاذة.

حكم التعوذ بعزة الله والتوسل بها

أوضح العلماء أنه يمكن الاستعاذة بصفات الله تعالى، مثل الاستعاذة بكلمات الله أو الاستغاثة برحمته. لكن الدعاء بالصفة مثل “يا علم الله” أو “يا رحمة الله” مكروه. وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية إجماع أهل العلم على تحريمه، فيما يعد التوسل بصفات الله كقول “برحمتك يا الله أستغيث” جائزًا.

أهمية الاستعاذة بالله

لا يمكن للعباد الاستغناء عن الخالق في أي مسألة، فالله هو خالق كل شيء ومدبره. ولذلك، يجب على المسلم أن يسعى لحماية نفسه من الشرور في الدنيا والآخرة، وأن يدعو الله للنجاة من الشيطان الرجيم ومن الفتن، سواء كانت ظاهرة أو باطنة، ومن كل شر قد يُصادفه.

من خلال هذا المقال، تم استكشاف حكم إعاذة من استعاذ بالله وتفسير معنى الاستعاذة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأحكام الشرعية المتعلقة بها.