ما هو معنى كلمة “المعارج” وهل تصح عبارة “مصاعد الملائكة”؟ إن الكلمة قد وردت في القرآن الكريم في عدة مواضع، ومن الضروري على المسلم أن يسعى لتعزيز معرفته بما ينفعه في حياته الدنيا والآخرة. إذ أن التعرف على عظمة الخالق يعد من الأسس التي ترفع الهمم وتساعد في مراقبة النفس والابتعاد عن الرذائل التي قد تقود إلى الهلاك. في هذا المقال، يسعى موقع أطروحة إلى توضيح معنى المعارج بالإضافة إلى تقديم لمحة عن سورة المعارج.

ما معنى المعارج مصاعد الملائكة

عبارة “المعارج مصاعد الملائكة” تشير إلى الأماكن التي يستخدمها الملائكة للصعود والنزول إلى السماء، وهذه العبارة تعتبر صحيحة. وقد وردت هذه الكلمة في سورة المعارج تحديدا. “عرج” تعني ارتقى وازدهر، والمصعد هو المعرج، أي طريق الصعود. والله ورسوله أعلم.[1]

ما هي السورة الملقبة بفسطاط القرآن؟

نبذة عن سورة المعارج

من المتفق عليه بين المسلمين أن القرآن نزل متواتراً ومنجماً، بناءً على الوقائع والأحداث التي كانت تمر بها الدعوة الإسلامية. نزلت سورة المعارج في مكة، وتحديدًا تتكون من أربع وأربعين آية، وهي السورة السبعون من حيث ترتيبها في المصحف. يعتبر بعض العلماء أنها مكملة لسورة الحاقة، حيث تناقش أحوال القيامة والآخرة، وقد قيل إنها نزلت بعد سورة الحاقة.

أما بخصوص سبب نزولها، فتمت الإشارة إلى النضر بن الحارث، الذي واجه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالعناد والتحدي، قائلاً: “اللهم إن كان ما يقوله محمد (صلى الله عليه وسلم) هو الحق من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم”.

تتابع الآيات في السورة لتصف أحوال الآخرة والقيامة، وما يواجهه الناس من ضغوط وقلق في سعيهم للنجاة، مع تبرؤهم من الأقارب والأصدقاء. إذ تتحدث السورة عن المصير المحتوم والنجاة أو الهلاك، وصولاً إلى تسليط الضوء على الصراعات النفسية التي تعيشها النفس البشرية، بالمقارنة مع السلام الداخلي الذي ينعم به المؤمن الذي يعرف معنى وجوده ويلتزم بأوامر ربه ويراعي حقوق الآخرين.[2]

مواضع ذكر كلمة المعارج في القرآن

ظهرت كلمة المعارج في القرآن الكريم بالآية الكريمة: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ}. [3] ولم ترد في مواضع أخرى في القرآن الكريم، والله ورسوله أعلم.

ما هو الشاهد والمشهود، تفسير سورة البروج

معاني متعددة لكلمة المعارج

في كتاب الموسوعة القرآنية المتخصصة، تم تضمين تسلسل جميل لمعنى المعارج، كما يراه بعض العلماء. وقد أشار عدد من المختصين إلى أن المعارج تعني كما يلي:[4]

  • هي معارج الأعمال الصالحة التي تتفاوت بحسب الالتزام بالأخلاق والآداب، وصدق النية، وتركيز القلب.
  • تمثل معارج المؤمنين في سلوكهم مراتب المعارف الإلهية، ولا شك أن أولياء الله يتمتعون بتفاوت في ذلك، أو معارجهم في دار ثوابهم، أي في الجنة.
  • تشير إلى معارج الملائكة ومنازل ارتفاعهم حسب الأمكنة، مثل السموات، أو بناءً على الفضائل الروحية والمعارف.
  • كما قيل عن قتادة إنها تعبر عن الفضائل والنعم، أي مراتب الله على خلقه.
  • وقيل أيضًا إنها الغرف التي أعدها الله لأوليائه في الجنة.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا حول معنى المعارج وعبارة “مصاعد الملائكة”، التي تبين صحتها ووجود معاني متعددة لها، كما وضحها العلماء والمتخصصون في عدة مواضع.