تتزايد الأحاديث في الآونة الأخيرة حول الصيحة الموعود بها في شهر رمضان، وهو الشهر الفضيل الذي ينتظره المسلمون بشغف، حيث يحمل في طياته الخير والبركة من الله سبحانه وتعالى. في هذه الفترة، يركز المسلمون على ممارسة العبادات والأعمال الصالحة التي تقربهم من مولاهم وتغفر لهم ذنوبهم. لذا، يُخصص موقع أطروحة للحديث عن هذه الصيحة في رمضان، ويستعرض أبرز المعلومات المتعلقة بها.

ما هي الصيحة المنتظرة في رمضان؟

الصيحة وردت في حديثٍ صحيح عن الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ تعالى لما فرغ من خلقِ السمواتِ والأرضِ خلق الصُّورَ وأعطاهُ إسرافيلَ، فهو واضعٌ له على فيه، شاخصٌ ببصرهِ إلى العرشِ ينتظر مُتى يُؤمرُ بالنفخة”. أضاف الرسول الكريم تفاصيل هامة عن النفخات الثلاث، حيث تشمل نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة البعث. ويجري هذا الأمر يوم الجمعة في منتصف شهر رمضان، حيث تتحرك الجبال وتهتز الأرض بساكنيها، في مشهدٍ يُذهل العقول.

ووفقًا للنص القرآني: { وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ }، يعد هذا اليوم من الأيام العظيمة، حيث تعصف التغيرات بالأرض والسماء وتتأثر جميع الكائنات. في هذا السياق، نجد أن الصيحة هي حدثٌ عظيم يثير رباط الشهداء ويفزع الأحياء، وهو ما يسلط الله عليه الضياء في الآخرة.

أهم ثلاث ساعات في رمضان ينبغي اغتنامها

حديث الصيحة في رمضان وأحداث شوال

أما بالنسبة للحديث الذي يتناول صيحة رمضان ومجموعة من الأحداث القادمة بعد هذا الشهر، فإنه يُعتبر حديثًا ضعيفًا ويحتاج إلى تدقيق. فالصيحة المعنية تعتبر صحيحة، ولكن لا يُحدد موعدها بدقة، بل إنها ستحدث يوم الجمعة في منتصف رمضان دون تحديد سنة معينة. وحده الله يعلم الغيب وبما يُخبئه لنا.

دعاء استقبال شهر رمضان المبارك

مدى صحة حديث الصيحة في رمضان

يعتبر حديث الصيحة في شهر رمضان من الأحاديث الصحيحة التي رواها الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه. ومع ذلك، فإن بعض الروايات التي تتناول تفاصيل إضافية حول الصيحة أو الأحداث التي تليها تعتبر ضعيفة ولا تستند إلى دليل موثوق. ولذلك، يتوجب التذكر أن الصيحة ستكون يوم الجمعة في منتصف رمضان، مع عدم تحديد أي رمضان بعينه، ويظل هذا من علم الله.

أسئلة حول لماذا شهر رمضان يعدّ الأفضل عند الله

حديث النفخة في اليوم الخامس عشر من رمضان إذا صادف يوم جمعة

بالنسبة لـحديث النفخة المزمع حدوثها في اليوم الخامس عشر من رمضان، والذي ينص على إيقاظ النائمين وإرهاب المستيقظين، إضافة إلى الزلازل التي قد تحصل في هذا اليوم، فإنه حديث منكر ولا يُعتمد عليه. فقد نُقِض هذا الحديث من قبل العديد من العلماء، ولا يوجد لديه تأكيد من الرسول صلى الله عليه وسلم.

في ختام مقالنا حول “ما هي الصيحة التي ستحدث في رمضان”، تناولنا تساؤلات واستفسارات حول الصيحة المنتظرة ومدى صحتها، وقدّمنا الأدلة الجوهرية حول هذا الموضوع.