ما هي ليلة الإسراء والمعراج وما الحكمة من هذه الليلة العظيمة؟ مع انطلاق الأيام الأولى من شهر رجب المبارك، تزداد التساؤلات حول هذه الليلة التي يحييها العديد من المسلمين. يسعى موقع أطروحة عبر هذا المقال للإجابة على هذه الأسئلة المطروحة حول رحلة الإسراء والمعراج التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أحداث تلك الرحلة وكافة الحكم المستفادة منها.

ما هي ليلة الإسراء والمعراج

تُعتبر ليلة الإسراء والمعراج واحدة من أعظم المعجزات التي شهدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أيّده الله سبحانه وتعالى بهذا الحدث في أولى سنوات الدعوة الإسلامية. جاءت هذه الرحلة تأكيدًا على محبة الله لنبيه ورفع مكانته في السماء، كما كانت بمثابة مواساة وتشريف له بعد المعاناة التي واجهها من قومه في مكة. تم توثيق أحداث هذه الليلة المباركة في التاريخ الإسلامي وكتب السيرة النبوية وأحاديث الرسول، وقد ذُكرت في القرآن الكريم ضمن سورة تحمل اسمها، حيث قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}.[1] وقد اعتاد المسلمون على الاحتفال بهذه الليلة من خلال الذكر والأناشيد والتهاني.

كلمة عن الإسراء والمعراج للإذاعة المدرسية

الحكمة من الإسراء والمعراج

تحتوي حادثة الإسراء والمعراج على العديد من الحكم والدروس المهمة. ومن أهم تلك الحكم نذكر ما يلي:[4]

  • كانت الرحلة بمثابة تخفيف للأحزان التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم بعد فقدان السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب.
  • جمعت الرحلة ثمار مكانة النبي وعظمتها، حيث كانت بمثابة تكريم له وإعلاء لشأنه بين الخلق.
  • تعتبر هذه الرحلة بمثابة نقطة انطلاق جديدة للدعوة إلى توحيد الله وعبادته.
  • عوضت هذه الرحلة النبي صلى الله عليه وسلم عن الأذى الذي تعرض له من أهل الطائف بعد دعوته لهم للإسلام.
  • تُمثل هذه الرحلة آية من آيات الله التي تسند الأنبياء في أداء رسالتهم وتحمل الصعوبات.

الآيات الكبرى التي رآها رسول الله في رحلته

خلال رحلته من مكة إلى بيت المقدس، ومن ثم إلى السموات السبع، شهد النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الآيات العظيمة، منها:[5]

  • مشاهدة البراق، وهو دابة بيضاء تتميز بعجائب خلق الله.
  • رؤية جبريل عليه السلام في صورته الحقيقية.
  • استطلاع البيت المعمور في السماء.
  • مشاهدة سدرة المنتهى، وهي شجرة عظيمة في السماء.
  • مناجاة النبي لرب العالمين دون حجاب.
  • رؤية النار وما فيها من المعذبين.

متى عطلة الإسراء والمعراج

توقيت رحلة الإسراء والمعراج

اختلف العلماء في تحديد توقيت حدوث الإسراء والمعراج، حيث تباينت الأحاديث المروية من الصحابة والتابعين. فبعض الروايات تشير إلى أن الحدث وقع في السنة الأخيرة للدعوة المكية، بينما تقول روايات أخرى إنه وقع في بداية سنوات البعثة. ويُعتقد بشكل عام أن الحادثة حدثت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، ولكن لا يعلم على وجه اليقين العام الذي حدث فيه ذلك. لذلك، يعتبر الاحتفال بهذا اليوم بمثابة بدعة يجب تجنبها.[3]

هل تعلم عن الإسراء والمعراج

حكم إحياء ليلة الإسراء والمعراج

لا يحق للمسلمين تخصيص ليلة الإسراء والمعراج بأية عبادة أو دعاء أو صيام، بغض النظر عن التاريخ المشهور لها، سواء في السابع والعشرين من رجب أو غيره، لأن السنة النبوية لم تتضمن أي حديث بشأن تفضيلها أو تخصيصها بعبادات معينة. لذا من الأفضل اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأعمال صحابته الكرام والابتعاد عن الاحتفالات غير المرسومة.

ماذا طلب الرسول من الله تعالى ليلة الإسراء والمعراج

في تلك الليلة المباركة، خاطب النبي صلى الله عليه وسلم رب العالمين دون حجاب، وفرض الله تعالى عليه وعلى أمته خمسين صلاة في اليوم. كما طلب النبي من الله أن يخفف هذا العبء عن أمته، واستجاب الله سبحانه وتعالى لطلبه وقلص عدد الصلوات إلى خمس فقط، ولكن بأجر خمسين صلاة. والله أعلم.[5]

هذا المقال تناول ليلة الإسراء والمعراج، وأبرز الأحداث والحكمة منها، بالإضافة إلى توقيتها وحكم إحيائها.