ما هي ليلة النصف من شعبان؟ موعدها، تسميتها، حكمها، والأعمال المرتبطة بها. يظن الكثيرون أن هذه الليلة تعد واحدة من الأعياد الدينية الإسلامية، في حين يجهلون حقيقتها وأبعادها. لذلك، يهدف موقع أطروحة إلى تسليط الضوء على ليلة نصف شهر شعبان، وبيان أحداثها وحكم الاحتفال بها.

ما هي ليلة النصف من شعبان؟

ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي تصادف اليوم الخامس عشر من شهر شعبان. تبدأ هذه الليلة مع غروب شمس اليوم الرابع عشر وتستمر حتى طلوع فجر اليوم الخامس عشر. لها مكانة هامة وفضل كبير في الإسلام، حيث يُعتقد أن سبب هذه الأهمية يعود إلى تغيير قبلة المسلمين في الصلاة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام. قال الله تعالى: {قَد نَرى تَقَلُّبَ وَجهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبلَةً تَرضاها فَوَلِّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَحَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجوهَكُم شَطرَهُ}. [1] كما وردت أحاديث نبوية تشير إلى فضل هذه الليلة ومكانتها.

صحة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

يعتبر الاحتفال بليلة النصف من شعبان بدعة غير مستحبة، إذ لم يكن هذا الاحتفال معروفًا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو في زمن الصحابة والتابعين. فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حكم البدع: “مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ”. [2] أي أن كل ما يأتي بعد عصر الرسول ويخالف سنته يعتبر باطلاً وغير مقبول، وبالتالي فإن الاحتفال بليلة النصف يعد من الأمور التي لا دليل شرعي عليها، والله أعلم.[3]

خطبة النبي في اخر جمعة من شعبان مكتوبة

هل يجوز قيام ليلة النصف من شعبان؟

لم يثبت لدى علماء الأمة وأهل السنة تخصيص هذه الليلة بقيام أو صيام، حيث أن الأحاديث التي تتحدث عن هذه المسألة ضعيفة بل بعضها موضوعة. لذا، يعتبر قيام ليلة النصف من شعبان بدعة، ولا يُعد هناك تخصيص لهذه الليلة بالعبادة، والله أعلم.

خطبة يوم الجمعة عن فضل شهر شعبان مكتوبة وجاهزة للطباعة

ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟

تشير بعض الروايات التاريخية إلى أنه في ليلة النصف من شعبان حدث تحويل قبلة المسلمين في الصلاة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة، على الأرجح. وتوجد أيضاً رواية أخرى تشير إلى أن هذا التحويل تم في منتصف شهر رجب بدلاً من شعبان.

دعاء اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان مكتوب

ما هي ليلة البراءة؟

تعتبر ليلة البراءة هي ذاتها ليلة منتصف شهر شعبان، حيث تبدأ من غروب شمس اليوم الرابع عشر وتنتهي عند طلوع فجر اليوم الخامس عشر. وتحمل هذه الليلة فضلاً كبيراً، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة، حيث قال: “في ليلةِ النصفِ من شعبانَ يغفرُ اللهُ لأهْلِ الأرْضِ، إلَّا لمشرِكٍ أوْ مُشَاحِنٍ”. [4] وهذا الحديث يدل على فضل هذه الليلة.

لماذا سميت ليلة البراءة بهذا الاسم؟

لم يحدد في السنة وكتب السير سبب تسميتها بـ”ليلة البراءة”، ولم يكن الاسم معروفًا في زمن الصحابة أو تابعيهم. ومع ذلك، فلا يوجد مانع من تسمية هذه الليلة بـ”ليلة البراءة” أو “ليلة الغفران”، وفقًا لمركز الإفتاء، ولكن مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يجوز تخصيصها للعبادة بشكل خاص، لأن الأحاديث الدالة على ذلك ضعيفة، ولذلك يُعتبر تخصيصها بالقيام بدعة، والله أعلم.

حكم التهنئة بشهر شعبان

لم يُذكر في كتب الفقة حكم الاحتفال أو التهنئة بقدوم شهر شعبان، حيث يُعتبر هذا الشهر شهراً عادياً لا يختلف عن باقي الشهور من حيث الأحكام باستثناء شهر رمضان. وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم معظم هذا الشهر ويزيد فيه من العبادة، لكنه لم يُعرف عنه أنه كان يُهنئ الناس بقدومه، وكذلك فعل الصحابة بعده. والله أعلم.

وفي الختام، عرضنا تفاصيل متعلقة بليلة النصف من شعبان، موعدها، تسميتها، حكمها، والأعمال المرتبطة بها، بالإضافة إلى معلومات حول ليلة البراءة وحكم التهنئة بشهر شعبان.