في الآونة الأخيرة، تتبنى بعض الفتيات فكرة عدم ارتداء الحجاب، ويدّعين أنه ليس فرضاً، بل هو مسألة تتعلق بالحرية الشخصية. وقد يتبعهن في ذلك العديد من الفتيات الأخريات، مما يثير العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الحجاب فرضاً أو حرية شخصية. في هذا المقال، سنقوم بتناول هذا الموضوع بموضوعية وإيضاح الأدلة المتعلقة به.

الحجاب: فرض أم حرية شخصية؟

الحجاب يعد فرضاً على المرأة وفقاً لتعاليم الإسلام، على الرغم من أن المصطلح لم يُذكر صراحة في القرآن الكريم، بل تم الإشارة إليه من خلال آيات تتعلق بالستر. كما في قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ} [سورة النور: آية 31].

هذا الحجاب يُستخدم لحماية المرأة من أعين الرجال ولفتح باب الحفاظ على فطرتها، إذ إن القرآن الكريم يأتي مؤيداً وبوضوح لإلزام المرأة بارتداء الحجاب، وتُعتبر هذه الأحكام ثابتة لا تقبل التغيير أو الاجتهاد من الأفراد العاديين مهما كانت ثقافتهم.

أدلة فرضية الحجاب

لقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد فرضية الحجاب على المرأة. ومن أبرز هذه الآيات:

  • قوله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ…} [سورة المؤمنون: 31].
  • قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [سورة الأحزاب: 59].

هل يعتبر ارتداء الحجاب بدون قناعة أمراً غير جائز؟

على الفتاة التي بلغت سن الرشد الالتزام بارتداء الحجاب، وتركه يعدّ من الأمور المحرمة. تقع على عاتق الأم المسلمة مسؤولية تعليم وتربية بناتها على ارتداء الحجاب منذ صغرهُن، ليكون الأمر مألوفاً لهن عند بلوغهن، ويراعى في ذلك اللين والحكمة، دون إجبار أو ضغط من أي فرد من أفراد العائلة.

هل النقاب يُعتبر فرضًا مثل الحجاب؟

النقاب ليس فرضًا على المسلمة كما هو الحال بالنسبة للحجاب، بل يُعتبر أمراً مباحًا. المرأة التي تختار عدم ارتدائه لا تتجاوز حدود الإسلام، ولكن يُنظر إليها على أنها ترتكب معصية، وإن كانت هذه المعصية ليست من الكبائر. ترك الحجاب يُشبه من يقلل من قيمة الكِذب، حيث يُعتبر أقل أهمية.

ختاماً، تناولنا في هذا المقال قضية الحجاب وما إذا كان فرضاً أو حرية شخصية. وقد اتفق العلماء في أمتنا على فرضية الحجاب، وأولئك الذين ينكرونها غالباً ما لا يقتنعون بما جاء في آيات القرآن، ولذلك قد يكون النقاش معهم غير مثمر.