هل السرة والركبة من العورة، لقد بين الدين الإسلامي الضوابط والحدود فيما يخص العورة سواء أكانت عورة المرأة أو الرجل، مع وجود اختلاف من ناحية الحدود فيما بين الجنسين خاصة فيما يتعلق بالصلاة، لذلك نجد الكثير من المسلمين يتساءلون حول معرفة حدود العورة، وذلك من أجل تجنب كشف العورة، وفي هذا المقال سوف نجيب على تساؤلاتكم حول هل يجوز الصلاة مع كشف الركبة، وهل السرة والركبة من العورة.
محتويات
هل السرة والركبة من العورة
قال الامام ابن باز _رحمة الله عليه أن الركبة لا تعتبر عورة في حق الرجل حيث تعتبر تبع للساق، ولكن سترها في الصلاة أولى من كشفها، وتابع قوله بأن الركبة يعتبر الحد الفاصل بين العورة وغير العورة، ولكن ما فوق الركبة يعتبر عورة، وما تحته ليست بعورة عند الرجال، أما السرة أيضاً لا تُعتبر من العورة عند الرجال، حيث أجمعت المذاهب الفقهية الأربعة على أن السرة والركبة ليست من العورة عند الرجال، ولكن يُفضل ويُستحب في الصلاة عدم كشفهم تأدباً واحتراماً للصلاة.
شاهد أيضاً: متى يكون صوت المرأة عورة
هل الركبة والسرة عورة في المذاهب الأربعة
يوجد هناك خلاف فيما بين المذاهب الأربعة حول ما يخص بأن الركبة والسرة هل تعتبر عورة أم لا، وفيما يلي سوف نوضح لكم رأي كل مذهب فيما يخص موضوع هل الركبة والسرة عورة أم لا، اليكم الاتي:
- الشافعية: حيث أن المذهب الشافعي قال بأن حد العورة ما بين السرة والركبة، وبهذا فإن السرة والركبة لا تعتبرا من العورة، وإنما العورة تكون ما بينهما، ولكن لابد ويجب ستر الجزء المجاور لهما، أما بخصوص المرأة فإن حد العورة للمرأة جميع جسمها ما عدا الوجه والكفين.
- الحنابلة: وافقوا الحنابلة الشافعية في حدة العورة، ولكن استثنوا من النساء بأن يكون حد العورة منها فقط الوجه، أما باقي جسمها مع الكفين أيضاً عورة.
- المالكية: قسموا المالكية العورة في الرجل والمرأة إلى قسمين وذلك بالنسبة للصلاة مغلظة ومخففة، فبالنسبة للرجل فالمغلظة هما بمعنى السوءتان وما زاد عن السوءتان هي مخففة أي بمعني ما بين السرة والركبة، أما بخصوص المرأة فالمغلطة المقصود بها جميع بدبها ما عدا الأطراف والصدر، وما يحاذيه من الظهر حيث يُعد من المخفف عندهم مع زيادة الرأس والعنق والذراعين وغيرهم.
- الحنفية: حيث أن الحنفية خالفوا باقي المذاهب فأكدوا بأن الركبة تعتبر من العورة لذلك لابد من سترها في الصلاة وغيرها.
شاهد أيضاً: هل يجوز سجود التلاوة بدون وضوء اسلام ويب
هل يجوز الصلاة بكشف الركبة
حيث أنه أكد فقهاء المسلمين أجمع بأن عورة الرجل في الصلاة ما بين سرته وركبته، أما بالنسبة للمرأة فكامل جسمها ما عدا الكفين والوجه، وبالتالي تكون الركبة ليست من ضمن العورة للرجل فإذا صلى الرجل وركبته مكشوفة فهذا لا يُبطل صلاته، ولكن يُعتبر مكروه له، لأن كشفه يُفضي إلى كشف العورة، كما قال بعض العلماء من الشافعية، فلذلك الأولى سترها حتى يتجنب الرجل كشف عورته، وذلك من مبدأ أن يقف الإنسان بين يدي الله عز وجل وهو متزين بلباس حسن يصلح في لقاء من يحب.
شاهد أيضاً: هل يجوز التيمم من الجنابة مع وجود الماء اسلام ويب
بعض الأدلة على أن عورة الرجل من السرة للركبة
وردت أحاديث نبوية كثيرة تدل على أن عورة الرجل ما بين السرة والركبة وليست السرة والركبة من العورة، وفي النقاط التالية سوف نعرض لكم مجموعة من الادلة على أن عورة الرجل من السرة للركبة، اليكم ما يلي:
- ما رواه أبو داود وابن ماجه من حديث علي رضي الله عنه قال: ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”: “لا تُبرز فَخذك، ولا تنظرن إلى فخذ حيٍ ولا ميتٍ”.
- ما رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن جرهد الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو كاشفٌ عن فَخذه، فقال: ” أما عَلِمت أنَّ الفخذَ عورةٌ؟”.
- ما رواه الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” الفَخذُ عورةٌ”.
- قال الشيخ الألباني في الإرواء عن هذه الأحاديث، وهي وإن كانت أسانيدها كلها لا تخلو من ضعف، فإن بعضها يقوي بعضاً، لأنه ليس فيهم متهم، بل عللها تدور بين الاضطراب والجهالة والضعف المحتمل، فمثلها مما يطمئن القلب لصحة الحديث المروي بها، ولاسيما صحح بعضها الحاكم ووافقه الذهبي، وحسن بعضها الترمذي، وعلقها البخاري في صحيحه، حيث مجموع هذه الأسانيد يعطي الحديث قوة.
- وجاء في فتاوي اللجنة الدائمة “6/165″، وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو منها عن مقال في سنده من عدم اتصاله، أو ضعف في بعض الرواة، لكنها يشد بعضها بعضاً، فينهض مجموعها للاحتجاج به على المطلوب، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى العمل بمقتضى هذه الأحاديث وقرروا بأن عورة الرجل ما بين السرة والركبة.
شاهد أيضاً: هل يجوز للمرأة العمرة مع مجموعة نساء اسلام ويب
إلى هنا نكون قد وصلنا لختام مقالنا هذا الذي ذكرنا لكم من خلاله مجموعة من الأدلة على أن عورة الرجل ما بين السرة والركبة، كما أجبنا لكم عن تساؤلاتكم حول هل السرة والركبة من العورة.
