يُعتبر الإسلام المرأة قيمة عظيمة ويُعزز حقوقها، مما يدفع العديد من النساء للتساؤل حول وضعهن في حال غياب الزوج لفترات طويلة قد تمتد إلى سنتين أو ثلاث سنوات. وقد جعل الإسلام من واجب الرجال معاملة النساء بصورة حسنة. في هذا المقال، سوف نتناول مسألة إذا ما كانت الزوجة تُعتبر مطلقة في حال غياب الزوج الطويل، بالإضافة إلى حق المرأة في طلب الطلاق نتيجة هذا الغياب.

هل تُعتبر الزوجة مطلقة في حالة غياب الزوج لفترة طويلة؟

الزوجة لا تُعتبر مطلقة إلا بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستدعاء الزوج أو إصدار حكم رسمي بفقده. وإذا تزوجت الزوجة من آخر من دون اتخاذ هذه الإجراءات، فإن زواجها يُعتبر باطلاً وتظل مرتبطة بزوجها الأول، ويتوجب عليها العودة إليه حتى وإن تزوجت مرة أخرى، حيث يعتبر ذلك الزواج باطلاً كذلك.

حق المرأة في طلب الطلاق في حال غياب الزوج

بعد مناقشة مسألة ما إذا كانت الزوجة تُعتبر مطلقة في ظل غياب الزوج، نود تسليط الضوء على بعض الآراء التي وردت في مذهب الإمام مالك والإمام أحمد، لحماية حقوق المرأة التي غاب عنها زوجها، حيث يُسمح لها بطلب الطلاق في الحالات التالية:

  • غياب الزوج عن زوجته دون وجود عذر مقبول.
  • تضرر المرأة من غياب الزوج.
  • أن يكون غياب الزوج في بلد آخر غير البلد الذي تقيم فيه الزوجة.
  • انقضاء سنة مع استمرار الضرر الذي تعاني منه المرأة.

فترة غياب الزوج عن زوجته

بالنظر إلى مسألة ما إذا كانت الزوجة تُعتبر مُطلقة بسبب طول غياب الزوج، يُفضَّل أن يتجنب الزوج الغياب لفترات طويلة عن زوجته، لأن للزوجة حقوقًا عليه. يُستحسن أن يتم التواصل بينهما على فترات ويفضل أن لا تزيد مدة الفراق عن ستة أشهر، مثل أن يغيب لمدة شهرين أو ثلاثة، وعندما تتاح الفرصة، يتوجب عليه زيارتها قبل العودة إلى عمله.

وفي حال كانت هناك أسباب مقبولة لغياب الزوج، كما لو كان في رحلة علمية، أو موظفًا في دولة أخرى، أو يتعاطى التجارة أو مؤديًا للخدمة العسكرية في مكان بعيد، فإنه لا يحق للزوجة طلب الطلاق، كما أن الغياب ضمن نفس البلد الذي تقيم فيه الزوجة لا يمنحها هذا الحق أيضًا.