هل حرام الترحم على غير المسلم، من وقت لأخر تثار قضية الترحم على غير المسلم عند موته، ويقوم المسلمين بالترحم على أموات غير المسلمين بدعوة اظهار أن الإسلام دين الرحمة والإنسانية، وتعتبر مسألة الترحم على غير المسلمين من المسائل الدينية التي كثرت الآراء والاقوال حولها، ما بين موافق ومُعارض، ومع ذلك لكل مسألة يوجد حكم ديني لا نقاش فيه، وفي هذا المقال نتعرف هل حرام الترحم على غير المسلم.

هل حرام الترحم على غير المسلم

جعل الله تعالى الاسلام مبني على الرحمة والعطف، ومن المسلمين من يستغل هذا المبدأ، ويترحم على غير المسلم، مستغلين مفهوم الرحم والإنسانية بشكل خاطئ، ومن هنا يتوجب على المسلم أن يتعرف على حقيقة دينه وكافة المسائل الفقهية المتعلقة به، ومن هذا السياق نتعرف في السطور التالية نقدم هل حرام الترحم على غير المسلم:

هل حرام الترحم على غير المسلم

  • الترحم على غير المسلم غير جائز، والدليل القاطع عن النهي: قال الله سبحانه وتعالى: “مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى”.
  • وسبب نزول هذه الآية: (أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعمه أبي طالب لما توفي على الشرك: ”وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ”، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}.
  • كذلك الله تعالى لم يأذن للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لأمه، والدليل ما يلي:
    • عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي) رواه مسلم.
  • وقد أجمع  كافة علماء المسلمين أن الدعاء لغير المسلم بالمغفرة والرحمة بعد موته غير جائز.
    • قال النووي: “وَأَمَّا الصَّلَاةُ عَلَى الْكَافِرِ، وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ، فَحَرَامٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالْإِجْمَاعِ”.
    • وبناءً عليه، الدعاء لغير المسلم بالرحمة لغير المسلم غير جائز، ويُقاس على الدعاء بالمغفرة، فيكون سؤالهما من التعدي في الدعاء، قال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا).

شاهد أيضا: معنى حسبي الله ونعم الوكيل وفضلها وحكمها ومتى تقال

حكم الترحم على غير المسلمين

الترحم على غير المسلمين لا يجوز بأي حال، وهو متفق عليه من جميع علماء المسلمين، كما وضع العلماء سبب عدم جواز الترحم على المسلمين، وهو كما يلي:

  • أن الكافرُ بنصِّ القرآن الكريم هو من لم يؤمن بالله ورسوله، وبناءً عليه كل من ليس مسلم فهو كافر.
  • والله تعالى جعل حكم كل من يؤمن به وبرسوله الكريم دخول نارَ جهنمَ خالدين فيها.
  • والدليل: قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
  • كما يوجد العديد من الآيات القرآنية التي تتوعد الكُفَّار بنارِ جهنمَ والخلودِ فيها.
  • وبالرغم من معرفة المسلمين لهذا الامر، فإنهم يقومون جاهلين أو متعمدين بالترحّم على غير المسلم.

هل يجوز الترحم على غير المسلم إسلام ويب

إن الترحم على غير المسلم حرام شرعًا، ولا يجوز للمسلم أن يترحم على أموات غير المسلمين الذين لا يؤمنون بالله تعالى ورسوله الكريم، والسبب في ذلك، أن الكفار مصيرهم النار، وبالتالي هم غير مشمولين برحمة الله تعالى، فكيف يقوم المسلم بالترحم عليهم، والدليل على عدم جواز الترحم على غير المسلم ما يلي:

  • قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.
  • كذلك، قال الله تعالى:{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}.
  • أيضًا قال الله تعالى:{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}.
  • كما قال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

شاهد أيضا: هل يجوز الدعاء للكافر بالرحمه بعد موته اسلام ويب

هل يجوز الترحم على غير المسلم المسيحي

اتفق علماء الأمة بالإجماع على عدم جواز الرحمة على غير المسلمين سواء المسيحيين واليهود، واستدلوا على ذلك، من الآية قرآنية: “ما كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ”.

  • ومع ذلك، انتشرت ظاهرة الرحمة لموتى غير المسلمين في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
  • وهنا تجدر الإشارة إلى أن الرحمة لغير المسلم لا تجوز إلا للمسلمين فقط.
  • كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الرحمة لغير المسلمين في الحديث: “والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، ولا يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار” رواه مسلم وغيره.

شاهد أيضا: هل المسيحيين يدخلون الجنة

وصلنا إلى ختام المقال، وفيه تعرفنا على هل حرام الترحم على غير المسلمين، كما وضحنا لكم أنه الحكم الشرعي لهذه المسألة الدينية غير جائز، لأن الكفار غير مشمولين في رحمة الله تعالى يوم القيامة، نظرًا لعدم ايمانهم بالله تعالى ورسوله الكريم.