تدور العديد من التساؤلات هذه الأيام على منصات التواصل الاجتماعي حول ما إذا كانت ليلة الإسراء والمعراج هي يوم 27 من شهر رجب، وموعد هذه المناسبة العظيمة. يتساءل المسلمون أيضاً عن كيفية الاحتفال بها، حيث يُعتبر هذا اليوم من الأيام المباركة التي شرف الله بها رسوله الكريم. لذا، يسعد موقع أطروحة أن يجيب على هذه الاستفسارات حول ليلة الإسراء، وإمكانية الصيام والاحتفال بها.

هل ليلة الإسراء والمعراج هي يوم 27 رجب؟

نعم، يُعتبر السابع والعشرون من رجب 1446 هجرياً هو ليلة الإسراء والمعراج. بناءً على رؤية هلال شهر رجب، تُحتسب تلك الليلة من مغرب يوم الأربعاء 26 رجب 1446، الذي يوافق 7 فبراير 2025، حتى فجر يوم الخميس 27 رجب، الذي يوافق 8 فبراير 2025 ميلادي.

اطلع على المزيد:
ما هو البراق في الإسراء والمعراج.

موعد ليلة الإسراء والمعراج

يحتفل المسلمون حول العالم بذكرى ليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من رجب، حيث تبدأ من مغرب يوم الأربعاء 26 رجب 1446، الموافق 7 فبراير 2025، حتى فجر يوم الخميس 27 رجب، الذي يوافق 8 فبراير 2025 ميلادي. تُعتبر هذه الليلة مميزة، حيث خصصها الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويتقرب المسلمون فيها إلى الله من خلال الصيام، وقراءة القرآن، ومساعدة الفقراء، والذكر والاستغفار إيمانًا منهم بالله ورسوله.

صيام 27 رجب احتفاءً بالإسراء والمعراج

لا يُعتبر صيام يوم 27 رجب، وهو يوم الإسراء والمعراج، واجبًا أو مستحبًا. لم تُثبت نصوص تشجع على صيام هذا اليوم، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُعرف عنه صيامه، أو الأمر به. لذا، لا يُعتبر صيامه ممارسة صحيحة، حيث أوجب الله صيام رمضان، وصيام يومي تاسوعاء وعاشوراء، ويوم عرفة، وأكد النبي على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، ويومي الاثنين والخميس، ولكن لم يُذكر عنه صيام يوم السابع والعشرين من رجب.

اطلع على المزيد:
أين كان النبي نائمًا ليلة الإسراء.

هل هناك ما يُثبت الاحتفال بليلة الإسراء؟

لا يوجد دليل قوي يثبت صحة الأخذ بالاحتفال بليلة الإسراء والمعراج. هذا الادعاء لا يستند إلى أصول شرعية، فلا يجوز الاحتفال بالنسبة لليلة 27 رجب بحجة أنها ليلة الإسراء والمعراج، ولا أي ليلة أخرى لم يتم تشريع الاحتفال بها. فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يُحيِ هذه الذكرى بأي طريقة من طرق العبادة أو الاحتفال. لو كانت هذه الليلة مشروعة لكان قد ذكرها الله ورسوله، أو احتفل بها الخلفاء الراشدون أو الصحابة. وقد ورد في القرآن الكريم: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [1]، وأيضًا: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۝ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [2].

ما حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج؟

لا يُقبل الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يُعرف أنهم احتفلوا بهذه المناسبة أو خصصوا لها نشاطًا معينًا. إذا كان الاحتفال بها مشروعاً، لكان النبي قد أوضح ذلك للأمة، سواءً بكلام أو عمل، ولكان الصحابة قد نقلوه وتداولوه بين الأجيال. وقد جاء في الأحاديث الصحيحة عن الرسول تحذيرات من البدع واعتبارها ضلالات.

اطلع على المزيد:
هل الإسراء والمعراج رؤيا أم حقيقة.

هل حدث الإسراء في شهر رجب؟

نعم، وقعت حادثة الإسراء في شهر رجب، والله أعلم. حيث أمر الله بعد هذه الليلة بتحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة في منتصف شهر رجب من السنة الثانية للهجرة. لذا تُعتبر هذه الفترة ذات أهمية كبيرة، لأنها شرف يومًا عظيمًا حيث زار الله سبحانه وتعالى رسوله في هذه الأيام المباركة.

وفي الختام، لقد تناولنا في هذا المقال الإجابة على تساؤل ما إذا كانت ليلة الإسراء والمعراج تقع في 27 رجب، بالإضافة إلى مناقشة الحكم الشرعي للاحتفال بها وصيامها، مع تسليط الضوء على موعد هذه الذكرى العظيمة التي تمثل تعبيرًا عن امتنان الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.