هل يزداد ثواب الأعمال الصالحة في شهر رجب؟

يكرم الله عز وجل عباده المؤمنين بجعل الأعمال الصالحة سببًا لزيادة الحسنات، وخاصة في الأشهر الحرم التي لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين، ومن بينها شهر رجب. يتزايد إقبال الناس على الأعمال الصالحة في هذه الأشهر، لذا يتناول

موقع أطروحة

في هذا المقال مسألة
هل يزداد ثواب الأعمال في شهر رجب؟
ويستعرض الأعمال التي تزيد من الحسنات والأجور، وكذلك تأثُر السيئات في هذا الشهر.

هل يزداد ثواب الأعمال في شهر رجب؟

لم يُثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الحسنات تتضاعف في شهر رجب بشكل خاص. إلا أن علماء الإسلام أشاروا إلى أن الثواب والعقاب يتضاعفان في الأشهر الحرم. وهذا ما ذكره القرطبي رحمه الله حين قال:

(فتتضاعف العقوبة للمعصية وكذلك يتضاعف أجر الطاعة، فإذا أطاع العبد الله في شهر حرام وفي بلد حرام، فإن ثوابه يكون أعظم من من أطاعه في شهر حلال وفي بلد حرام. ومن أطاعه في شهر حلال، لن يكون ثوابه كما لو أطاعه في شهر حلال وفي بلد حلال) (الجامع لأحكام القرآن)[1].

ما هي الأعمال التي تزيد من الحسنات والأجور؟

توجد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الأعمال التي يُضاعف أجرها. وهذه الأعمال لها فضل خاص في الزيادة في الثواب مقارنةً بغيرها، ومن أبرزها:

  • التوبة

التوبة هي العودة إلى الله سبحانه وتعالى والندم على الزلات، وقد جعل الله ثواب التائبين مضاعفًا، حيث يُبدل الله سيئاتهم إلى حسنات، ليشجعهم على العودة إلى الطريق الصحيح.

قال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.[2]

  • السنة الحسنة

من سنة في الإسلام سنةً حسنةً فله أجرها وأجر كل من اتبعها بعده، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:

“مَن سَنَّ سُنَّةً حَسنةً فعملَ بها، كانَ له أجرُها ومثلُ أجرِ مَن عمل بها، لا ينقصُ من أجورِهم شيئًا. ومَن سَنَّ سُنَّةً سيئةً فعمل بها، كانَ عليه وزرُها ووزر مَن عمل بها من بعده لا ينقصُ من أوزارِهم شيئًا.”[3]

  • إمهال المدين

من يُظهر الصبر على المدين ويتعامل برفق مع المعسرين يُضاعف الله حسناته، ويكون له أجر عظيم. وقد ورد في الحديث الشريف:

“مَن أنظَرَ مُعسِرًا، فله بكُلِّ يَومٍ مِثلُه صَدَقةٌ… وإذا حلّ الدَّين، فأنظَرَهُ، فله بكُلِّ يَومٍ مِثلَيه صَدقةٌ.”[4]

شاهد أيضاً: حكم صلاة الرغائب في أول رجب

هل الحسنة مضاعفة في رجب وشعبان؟

أجمع العلماء على تضاعف الحسنات في شهر رجب كونه من الأشهر الحرم، وكذلك في شهر شعبان حيث تُرفع الأعمال فيه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم معظم هذا الشهر، وقد أكّد العديد من العلماء أن الحسنات تضاعف فيهما بشكل كيفي وليس عددي، لأن الحسنات في شهري رجب وشعبان تعظم وتزداد قيمتها مقارنةً بالشهور الأخرى.

هل تتضاعف السيئات في الأشهر الحرم؟

قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}.[5]

تؤكد الآية الكريمة أن الأشهر الحرم تُعتبر أشهرًا مُغلظة، يُحرم فيها القتال وظلم النفس. ولذلك، فإن السيئة فيها تُضاعف بسبب حرمتها.

ذكر ابن كثير رحمه الله أن (الأشهر الحرم تغلظ فيها الآثام، ولهذا تُعظّم الدية في مذهب الشافعي وكثير من العلماء. حتى في حق من قَتل في الحرم، أو اعتدى على المحرم. ونقل قتادة قوله: إن الظلم في الأشهر الحرم يُعتبر أعظم جرمًا ووزرًا مقارنةً بالظلم في غيرها، رغم أن الظلم بشكل عام يُعد جريمة كبيرة).

شاهد أيضاً: دعاء بداية شهر رجب

فضل شهر رجب

شهر رجب يُعدّ واحدًا من الأشهر الحرم التي حرم الله فيها الظلم والقتال، ولعقاب الله يكون محيطًا بفعل السيئات فيه، لكن لم يُذكر فضل محدد في صلوات أو صيام أو أدعية خاصة بشهر رجب.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في رجب أي حديث. بل غالب الأحاديث المروية في هذا الشهر كلها ضعيفة).

الأسئلة الشائعة:

فيما يلي بعض الأسئلة المتكررة المتعلقة بالحسنات وفضلها:

كيف يمكنني الحصول على أكبر عدد من الحسنات؟ يستطيع المسلم تحقيق أكبر قدر من الحسنات عبر العديد من الوسائل، مثل: (أداء الصلاة في وقتها، الصيام، قراءة جزء من القرآن الكريم، الإحسان إلى الجيران وصلة الرحم وغيرها).
ما هي أفضل الحسنات؟ أفضل الحسنات هي ذكر الله، وأهمها هي شهادة أن لا إله إلا الله.

وبذلك نختتم مقال
هل يزداد ثواب الأعمال في شهر رجب؟
الذي تم خلاله تسليط الضوء على مضاعفة السيئات والأعمال التي تتزايد فيها الأجور.