هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟ يرى البعض أنهم عملية مكملة لبعضها البعض، ويرى مجموعة أخرى أنه يجب الفصل بينهم لأن كل واحدة منهم لها السمات الخاصة بها التي تميزها، ومن هذا الجدل كان لابد من طرح هذه السؤال ومعرفة الإجابة العلمية له، كما ان استطاع الإنسان القيام بالعديد من الوظائف كفهم وإدراك العالم الخارجي، حيث تقوم المعطيات الحسية بتنظيم وتفسير هذه العمليات العقلية المعقدة وتقوم بإعطائها معني بناء على وظائف عقلية يقوم بها العقل مثل (التخيل -التذكر-الذكاء) أو بناء على خبرات سابقة, لهذا نقدم في السطور التالية التفسيرات المختلفة في الإجابة عن هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟ فتابعونا. 

هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك

قدم العلماء العديد من الأطروحات بشأن هذه المسألة والتي يوضع كل منها في منطقة ثابتة له ومحددة ولها سماتها الخاصة، الإحساس مرتبط بالعالم الخارجي وهو الذي يجعل المرء يرى ويسمع ويتحدث ويتفاعل مع المؤثرات الخارجية. 

ويأتي الإدراك من منطقة العقل والدماغ التي تعطي الأوامر المتعلقة بالتصرفات وردود الأفعال وهذا يتوقف على العديد من العوامل الأخرى، ونعمة الإدراك يتميز بها العنصر البشري عن باقي المخلوقات لأنها تحتاج للعقل والتفكر الذي يكون مفتقد عند الكائنات الأخرى التي تتصرف بالفطرة. 

ويكون الاستنتاج من ذلك أن الإحساس أعم وأشمل من الإدراك، فهو لا يحتاج إلا وجود الحواس التي من خلالها يتم استقبال المؤثرات، وهي كذلك موحدة بين الكائنات فجميع الكائنات الحية لديها الإحساس فهي تسمع وترى وتلامس العالم الخارج ويكون ذلك باختلاف الميكانيزم التي تستخدمها ولكنها تشترك في الاحساس. 

اقرأ أيضًا: اسئلة عامة دينية وإجاباتها للمسابقات

نظرية الجشطلت

قدم نظرية الجشطلت من العالمان “كوفكا – كوهلر”، وهم يروا أن الإدراك والإحساس عمليتان مترابطتان، ولا يجب الفصل بينهم وتبنى هذه النظرية على الآتي:

  • الإدراك والإحساس هما عملية متداخلة فلا يمكن الفصل بينهما، فهي نظرة إجمالية، كما في المثال أن عند رؤية مثلث لا يمكن النظر إليك وإدراكه على أنه 3 زوايا و3 أضلاع متساوية أو غير متساوية ولكن نراه وندركه على أنه مثلث. 
  • حدد الجشطالتيون أن كل ما يوجد في العالم الخارجي يتكون في شكل صوره منتظمة وهي تتواجد في صيغ معينة، وهذا ما يأتي من الإحساس ويدركه الشخص كما هو حسب الوضعية الموجودة عليها. 
  • يدخل “قانون الإغلاق وقانون الاستثمار، وقانون الشكل، وَقانون التجاور” في نظرية الجشطلت. 

اقرأ أيضًا: ماذا يسمى صوت الأوتار في الشعر

النظرية الظواهرية

تعتمد هذه النظرية على وصف الشعور والشيء المدرك، بأنهم يجب أن ينسجمان معاً، وهذا ما يجعل الشعور يتغير بتغير الأدراك والعكس يتغير الإدراك بِتغير الإحساس، وتعتمد هذه النظرية على: 

  • أن نكتفي بوصف ما يظهر من الأشياء من غير الاعتماد على فروض أو نظريات، وهذا ما قد أيده العالم “ميرنوبونتي” الذي كان يرى أن العالم الموضوعي يأتي من نتاج متأخر لشعورنا. 
  • يأتي الإدراك على ثلاث مراحل وهو الشعور والإرادة والعاطفة. 
  •  يتغير الشعور بتغير الحالة النفسية، مما يؤثر في عملية الإدراك للعالم الخارجي مما يجعله في عدم ثبات ومتغير، وهذا ما يحدث في فهم العلاقات الإنسانية ومدى التغير الذي يحدث في التفكير بمجرد التغير في الإحساس الحادث تجاه هذا الشخص. 

اقرأ أيضًا: أسئلة ذكاء صعبة مع الاجابة اسئلة ذكاء سهلة مع اجوبتها الحل للمسابقات

نهاية الفصل بين الإحساس والإدراك

أن دور العقل لا يمكن إنكاره أو إهماله في عملية الإدراك، وهذا لا يعني أن العقل يبدع دون الحواس ولا أن يجد المادة التي يترجمها، لهذا فإن الإحساس يأتي قبل الإدراك، ولكن هو الأساس الذي يبني عليه، لهذا لا يمكن الفصل بينهما فهي عملية مترابطة ومتناغمة. 

وهذا ما يجعل كل منهم له دور هام في عمل الآخر فلا يمكن الاعتماد على الإدراك فقط لأنه يكون فارغ وينقصه الكثير حتى تكتمل الصورة، ولا يمكن إحساس شيء دون إدراكه لأنه يكون غير مكتمل.

ويجب أن يتم تنقيته من خلال العقل والإدراك حتى لا يرتب عليه أحداث خاطئة، وهذا ما يميز الأشخاص التي تستطيع أن تعطي كل منهم حقه. 

بهذا نكون قد وصلنا لنهاية تساؤلنا حول هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك، ووجدنا أن أفضل النظريات هي التي تفيد بأهمية الانسجام والتواصل بينهم لإعطاء أفضل النتائج. 

اسئلة الاكثر رواجآ

الكثر رواجآ علي موقع الليث اسئلة مميزة تبحث عنها مع اجوبة المصداقية عنوان لنا جميع الاسئلة من ايد الخبراء ذو مصداقية عالية.